لغة عرجاء بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب


شيء ما غريب في هذه السيجارة..
تجلس حرب متبرجة هناك، تجلس على حافة نهديك..تأكل المثلجات و تخطط لعاصفة من الأحلام.
لم أكن أبدا داعية سلام، أنا الطبل الذي رافق هذه الحرب
من حلمي القديم..إلى حافة نهديك
حيث تجلس حرب تأكل المثلجات
و تربي في نهديها حروبا أنجبتهم
على حافة نهديك.
.
.
لم أكن أبدا داعية سلام
كنت طبلا يحمل عدة الحرب
حذاء يعرفه كل صائدي الجوائز، ولا أعرف مقاسه أبدا.
منفضدة سجائر منحرفة السلوك، تخبئ القصائد التي تكتبها الحرب بين نهديها
فتشعل حروبا أخرى..
منفضدة السجائر تلك، على حافة نهديها
انطفأت حروب كبيرة جدا بحجم العضو الجنسي للعالم...
لم أكن أبدا داعية سلم و لم أسأل:
العالم رجل أم أمرأة ؟
.
.
حين سقطت رائي من الحرب
تخليت عنها في الصراخ
ها أنا الآن أمشي بسبع و عشرين حرفا
ها أنا
خارج السياق و خارج الحرب
أعرج اللغة تماما.
.
.
لغتي العرجاء
كلما خطبت عن الحرب، تسقط راءها
فلا تستجيب الطبول.
تحضر نايات غريبة و دراويش أغرب
و حشاشون منفيون من القلعة
تتار هاربون من صهوات تاريخ يلحقهم عدوا..
كيف أمارس مهنتي بلغة لم تعد لي؟
.
.
شيء ما غريب في هذه السيجارة
تنطق الحرب حبا
فأتبخر
أنا الطبل الذي ولد حربا
وأبقى بلا حرف..
نائما على حافة نهديك كما حرب تخلت عن حرفها، مثلي تماما.
لغة عرجاء بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.