رسائل وجدت محفورة على باب خشبي قديم بالأظافر أو دبابيس الشعر بقلم منى محمد سوريا


( 1 )
كانت تتنفس بسرعة
كأنها تستغيث طلباً للهواء
صرخت، مساحة أحلامي العالقة خلف الباب الكبير :
حرّري المعاني من قيدها وامسحي الجدران
ثم قالت لي بقسوة : لم أسمع صوت طَرقاتكِ
فطرقتُ الباب برأسي
وطرقته بجسدي
ثم جَدلتُ شعري حبالاً وربطها بالمقبض المعدني
حاولت فتح هذا الألم
ولم أنجح ...
اهتزت اللافتة المعلقة /لم يُكتب عليها شيء /كانت رمادية
استعدتُ أنفاسي ،، حاولت أن أحرّك المفتاح
رفعت صوتي
غنيت
همهمت
وبكيت ....
بعد ذلك، سَاعَدني ظلي بدفع الباب بقوة
ولم أنجح ....
( 2 )
كانت تتسرب من تحتي العيون والملامح
وتمرّ الأيام مسرعة من بين قدماي
ثم انهمرت من السقف كل الأصوات الدافئة التي أحببتها
سالت على الجدران كالدموع
من فوقي
ذابت حدودي ... و تلاشيت تماماً
( 3 )
وَعدَتني الأحلام بترياق العودة ... وعُدت.
( 4 )
أيتها النهايات الصماء :
قفازات قلبي تمزقت ،، افتحي الباب
أقف هنا منذ البداية الأولى
منذ أول حقل
منذ أول حكاية تفرعت من شجرة البوح والأقوال
منذ تذوقت تلك الثمرة التي كان اسمها( الأمل )
أنتظر الشيء
واللاشيء
أنادي من يقف منتظراً مثلي ..
هناك خلف سفح العدم العظيم
الطرف الآخر من الأشياء ... هاجسي القَلق
سوداء كلماتي /يغسلها الحب
( 5 )
اللقاء نقطة في آخر الأمنيات
( 6 )
البحر الذي غَمرني بالحب هو نفسه الذي تخلص من جثة قلبي الغارق
على شاطئ بعيد ... نبتت شجرة دراق بلا رائحة
هي تشبهني ...
لكن ثماري تسقط على الأرض
يلتقطها المارّة والشمس
هل تسمعني أيها الفراغ الواقف خلف الباب ساخراً مني ومن حكاياتي؟
........ هل تسمعني أيها المتلصّص الغبي؟
( 7 )
لن أطرق مجدداً أي حيّز مغلق بيني وبين الحل
أنا اا
أحتاج عظام و يد
أنا بحاجة جلد
ودماء
و بذور
ومياه صالحة للحب ...
( 8 )
آخر أنفاسي غادرتني بسهولة
لم أشعر بالألم
لقد تحرر صوتي العالق في محبرة
رسائل وجدت محفورة على باب خشبي قديم بالأظافر أو دبابيس الشعر بقلم منى محمد سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.