وجه لا يشبه كل الوجوه بقلم مصطفى الحناني المغرب
ك
ان الضوء لعبة تستهوي فراشات الليلتداعب خدود المجهول الغامض في شرفات الحلكة
حين تتسربل المعاني هاربة
عبر زاوية بنفخة شمعة
كنت أرى عبر السقف الخشبي
عالما آخرا من الكائنات
كنت مثلا _
أرى عقرب الريح تخبئ بين سعفه اليابس سلاحها
وكنت أدون ملاحظاتي عن حكاية طفولية
ابتدأت قبل المخاض تفاصيلها تحت قنديل بيتنا
حيث كنت أتزاحم حول حبله مع فراشات صغيرة
وأستسلم لنوره
وقبل أن أسلم جسدي النحيف لليله
أودع بين كفيه بذرة حلمي
على حصير من سعف نخيل وقصب لين
أتمدد كقطعة خشب مهملة في غابة
وأستسلم لأهواء هواياتي الصغيرة
أستعيض عن فراشي الحصيري
بفراش من غيم متخيل
يتمرجح كبساط سحري
فلا أشعر بوخز القصب اليابس بين مفاصلي
كنت لا أنام وحيدا
ليس خوفا من وجه عقرب الريح في السقف
بل لأن بيتنا القديم
كانت تشاركنا فيه مخلوقات أخرى لا نراها نحن
فتختلط أنفاسي بأنفاسها
لأستيقظ كل صباح على هيأة مختلفة
ألبس الليل أوجاعي
وليس لدي ما أقدمه للصباح
غير هباء تكور في مخيخ أسئلة التكوين
كلما ألقيت سواد الدلو في بئره
تكسرت مرايا الماء
وتشظت ملامح وجهه في وجهي ....
وعدت في المساء مرتديًا وجها آخرا
لا يشبه كل الوجوه
وجه لا يشبه كل الوجوه بقلم مصطفى الحناني المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
25 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: