أبوابُ الجحيم بقلم هاني يحيى مصر
امرأةٌ تقتحمُ القلبَ فتأخذُ ما تأخذُ منكَ وتمضي
الليلُ يحطُّ على كفي تنهلُ منه الذاكرةُ
أضيءُ النافذةَ بآثارِ يديها فوق يديَّ وأطلقها للقمرِ لكي تحيا للأبدِ
يمرُّ الوقتُ والعشاقُ على الطرقاتِ
يقولُ العابرُ "نخبكَ"
لكن القلبَ وحيدٌ تلك الليلة
(الباب الثاني)
ولعٌ بالترحالِ
ومحتملٌ أن تنجو .... محتملٌ أن تهلكَ
لا فرقَ إذن، ليس سوايَ سيحملُ هذا الفقدَ ويذهبُ أبعدَ مما أذهبُ .... فلنمضِ إذن نحو التهلكةِ
إذا اختارُكَ بحرٌ فاذهبْ
إذا اختارُكَ نهرٌ فاذهبْ
لا شيءَ يوجعُ مثلُ نحيبِ الصحراءِ وحسراتِ الأشجارِ الذابلةِ
اذهبْ واحفرْ بالجمرِ ..... "مررتُ هنا"
(الباب الثالث)
كان الوطنُ عباءةَ أمي، رائحةَ يديها حين تحيكُ حكاياها
كنا نلتفُ حواليها أعيننا حالمةٌ
وكبرتُ أحبُّ الشعرَ وأعشقُ كلَّ امرأةٍ تمنحني كهفا يكفي كي أتدثرَ من خوفي
وكبرتُ وصار الوطنُ مشانقَ تدفعُ بي نحو الهاويةِ وتقذفني من منفاي إلى منفاي
(الباب الرابع)
قلتُ لكَ أنا لا أتقنُ جمعَ التذكاراتِ
فكلُّ حنينٍ مقصلةٌ
ذهبَ صديقي لكنهُ لم يرجعْ، لم أبكِ عليكَ كما يجبُ ولكني أهذي في غيبتكَ كثيرا
كنت أُمنّي نفسي بوداعٍ يُهديءُ روعَ القلبِ قليلا نقرأُ بعضَ الشعرِ ونتجادلُ "هل يُصلحُ لغوُ الشعراءِ مرارةَ ما أفسدهُ الوطنُ" ولكنه لم يرجعْ
وأنا لم أعدْ أكتبُ شعرا
أبوابُ الجحيم بقلم هاني يحيى مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
25 سبتمبر
Rating:
أعتقد ان على المرء أن يكون عربيا ليفهم رهافة وبساطة وجمال العربية ، وهى رهافة حادة غالبا وحوشية وعدوانية احيانا واحيانا تقوم فيها جمل وعبارات ببساطة مؤلمة بتغطية سخرية يائسة وممضة .
ردحذفاعتقدزاحيانا ان ان السر العميق للاختلاف للاختلاف السيكولوجي للشعب العربي يكمن هنا : هو شعب يكره الحياة كراهيتة لوطن يستحيل علاجه ..
شكرا نصوص انسانية
شكرا الشاعر المصرى هاني يحيي
احمد عبد الحميد