لا ضير....... بقلم حسن العداي/ العراق

............................
سحب من دخان اسود
اسود
اسود
كدخان بئر نفط يحترق
تدفعه أيادي أرباب الموت والحروب
أرباب الفقر والمجاعة
أرباب الزنى والافيون
ايادٍ
شبه أيادي القرود
ومخالب غريان ميتة
لا ضير..
لن يدوم كل ذلك
راية بطشهم بالية
لن نختنق
لن نختنق
الشفاه التي تتوضأ بغناء المحبوب
عند ضفافها
يغرق الموت
والهواء ملك مشاع

لا ضير..
حتمًا..
 نزداد قلقاً
وتضمرّ البطون
ويشحّ رغيف الخبز
ويعزّ علينا ملبس جديد
ومسكن جديد
وتخفت مصابيح خطانا
ويطول اليوم
أكثر من المعتاد
ويغدو المطر
خفيف الظل
فقولي
أيتها المانحة الضوء والبصر
لأطفال المدارس
وبائعي الشيكولاتة الرخيصة
وقناني الماء
في الشوارع
لا ضير.
حتمًا لن يدوم كل ذلك
سماؤنا كمريم العذراء
ستنزل الرطب الجني
ويشق لها نهر طويل

لا ضير..
في رحيل اكبادنا
دونما حقائبهم
دونما وشم أحلامهم
في بئرهم المهجور
لدينا من الدمع
ما يكفي لمداراة عمق الجرح
ولدينا
قمصانهم المعلقة في دولابها
لم تترك منفذا
أن تنام ريحهم
نشمّها
ساعة ابيضاض العينين

لا ضير..
إن مسّنا الكبر قبل الآوان
واحدودب الظهر كمدا
من مرأى دم هابيل
لم يمح له من أثر
لا نقُل
قد كبرنا على عجالة
إنما العمر
هو الذي كبر
تلك هي
 حكمة شيخنا النهر

لا ضير..
ان غدا كلام ابي جهل
له اذان صاغية
في علو وارتفاع
في الصحف الصفراء المنحرفة
في التلفاز المقيد باربطة الزيف
وعلى اليوتيوب أيضآ
أو الفيس بوك
ثقوب جيوبنا
لا يرقعها طنين الذباب

لا ضير..
إن همّوا في قتل أحرارنا غدرا
حتماً
لن يدوم كل ذلك
من الطبيعي جداً
إنهم سيحيون فينا
أرض الشهادة
لا تنبت العقم
وكما اتبعنا
لقواعد البيت
نفتدي أضحية لها
فكيف لا يكون
للبلد المستباح
أ ضاحي

لا ضير..
إن ابتلع الفضاء
عدداً من الأصحاب
بالونات ملونة
بعد أن يفلت منك الخيط
البعض لك
 تميمة حارسة
على جبهة الدار
في الحضور والغياب

لا ضير..
إن كان هناك
دون سابق استحياء
يخلع بعض الإخوة
كلّ غطاءه
ويظهر إلى السطح
كفم جرادة
يرهن روحه للغويّ الكبير
فباسم المتعالي
 في السماوات
نصلي..
نصلي..
نصلي..
لنحترق بالنور
وتهبط الموائد
تؤرخ يومها
إن لا ضير..
في كل هذا الضير
نكاية بالقنوط