أعترف للمرايا ......نسرين المسعودي / تونس

أعترف للمرايا
لظليّ الأعرج و تجاعيدي الضاحكة
لعقلي الثمل و جرعتي الحمراء
أنني جبتٌ الأرض و قرعت الكؤوس
طويت الطريق زحفا على بطني
شربتٌ الجوع و أكلتٌ العطش
شبعتٌ من الحلم و شيّدتُ الوطن بالقصب النائح
أعترف
أننيّ كسرتٌ خاطر الوقت أرغمته اقتفاء نبضي
هزمتٌ أنثاي بعطرك سجنتٌ مدّي و جزري
شبحي فوق النصّ المبلل يهذي فوق أهداب الليل
يسوّك فاهي ببوح حارّ يرطبّ أنفاسي
أعترف
للعرق المنسدل من أتعابي
لأصابع اللعاب و شهوة الشراع و رغبة النجاة
أنني لاعبتٌ صحوتي في غفلتي
و أنّ الحياة شطرتني فوق خرقة اللحاف
بطعم الملح كالحيتان الميتة أسبّح في دمع الامواج
أعترف للضباع الناسفة و الأسود الراكضة
أنني غزال طريّ ينام بعينين مفتوحتين
يحرس الضوء في جوفه يمشطّ العتمة بأسنانه
يركض في سباته
إلى الملاذ القاتل بطعم الرذاذ الأسود
وفنّ الصراخ
أعترف
للمقابض النحاسيّة و مفاتيح الابواب
و طيّ الصفحات و روائح الرطوبة
أنني كتبتٌ الظلام و قرأتٌ الالوان
وغرستٌ أصابعي في مدامعي
كإبرتين في صورتك
شرخت جدار فؤادي
و عبرتٌ غائرة الكدمات بصوتي
كنتٌ السكينة المنصاعة إلى العصيان
ضاجعتٌ النسيان و أنجبتٌ حروفك
أرضعتها نهود الاشتياق
أعترف
أنّ الخرائط ضالّة فارّة من قلم رصاصي
وأنّ اعترافي هذيان ......دون وجهك
وأنني لو ضمنتُ عودتي بعد الموت
لحصدت وجعي فوق صدرك سنابل
وأعلنت ولادتي من حبات القمح
و أطلقتُ أسراب نمل تجري حتى اخر اعترافاتي