لم و لن أتمكن يومًا من أن أحبك......أسما حسين / مصر
( ليس نصًا حتى، وبالتأكيد ليس مذكرة اعتراض)
_
لم و لن أتمكن يومًا من أن أحبك..
ليس لأنك كنت صديقي المقرب
لسنوات التهمت نصف عمري الأخضر
أو لأنه "لن أخسرك أبدا" كما تردد دائمًا.
ليس لأنك تقريبًا ربيتني أمام عينيك
و رأيتني و فهمتني في كل حال،
أكثر مما يراني و يفهمني أهلي
ابتلعت كل وجوهي..
بجمالي وسذاجتي و حماقتي و سخافاتي
و مع ذلك أحببتني دائمًا.. هكذا
برغم أن كل رجل أحببته أنا
لم يحتمل مني خلافين أو حالتين ربما.
ليس لأنك كلما التفتت عني لبعض الوقت
و جدت رجلًا يقترب من حياتي
و مقتته و مثلت بجثته أمامي، لمجرد أنه يقترب
و لمتني، لمجرد أنني كنت قبلة خطواتهم الغريبة.
ليس لأني أحببت رجلًا آخر دائمًا
لا تشبهه أو يشبهك. في كل قصة.
و ليس لأنني بالفعل أحب رجلًا آخر
ربما أحبني كثيرًا، و أحببته بالمثل
ثم صار يخشى حبه لي، و يخشى حبي له
كأننا لم نكن معًا
و اذا ما التفتت قليلًا، لا زلت أراه جميلًا..
و أرانا معًا.
و لا لا، ليس لأنك بالأساس - هذا النموذج العابث
اللاهي محب النساء -
بكل و لعك المدعو بي، كنت ستخونني يومًا و أيامًا و دائمًا.
فبشكل أو بآخر كل الرجال يتطلعون خارجًا من آن لآخر.
ليس لأنك لم تفعلها أيضًا.. أن أحببتني
مطلقًا، كما تضلل نفسك لأنك تحب الأمر
/
ليس لكل هذا.. صدقني
و ليس فقط لأن الحب ليس بعصمة أيدينا
و لم يكن يومًا اختيارًا حرًا
حين نقع دون حذر في مائه وضلاله.
لم أتمكن من حبك للحقيقة..
لأنك تشبه كل ما أرفضه في الرجال
و مع ذلك لطالما كنت صديقي.
ولأنني لم أفعلها يومًا، أن تلاعبت بك
أو خطوت نحوك، أو بدأت شيئًا بالمرة
أو اقتربت خارج مساحتي.
و لم أخطيء شيئًا.. لكي تسامحني عنه.
و رغم ذلك، في كل مرة كنت تلوي ذراعي عامدًا
و مبتزًا.. بعاطفتك نحوي
كجرم لم أرتكبه و أتحمل التوبيخ عنه مرارًا
كشكوى و جودية من وجودي ذاته.
لتظهرني بدور المرأة الشريرة.. في فيلم كارتوني
المرأة، التي تشبه كل الرجال
الذين جرحوني و تلاعبوا بي و شقوا قلبي..
و لم تشبهني أبدًا، أو أكنها يومًا.
و هو ما يجعل صديقًا يفهمني و يعرفني
حين يفعلها بهذه القسوة..
و الابتزاز.. عامدًا
ضدي،
لا يختلف عن أي رجل آخر
ممن تلاعبوا بروحي، و حاولوا تشويه وجهي
في مرآتي.. لصالحهم وحدهم.
لكنني ببساطة..
لم أستطع أن أحبك يومًا، و لن أفعلها
لأنك تشبه كل هؤلاء الأوغاد الآخرين
في الحقيقة، لم تختلف عنهم يومًا
لطالما كنت كذلك.. كداهية.
لكنك برغم ذلك.. ظللت صديقي.
و لم تفهم يومًا معنى هذه الهدايا الزمنية..
أن نرى كل ما نرفضه في أصدقائنا.. و نحبهم.
و أن نجد كل ما نفتقده في أحبائنا.. و نحتملهم.
لم و لن أتمكن يومًا من أن أحبك......أسما حسين / مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
26 أكتوبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: