رجل لا يحلم .....هيثم الأمين / تونس

أنا رجل عاديّ جدا
لا أذهب لصلاة الجمعة،
لا أقضي مساء السبت في حانة أو محشورا داخل علبة ليليّة
و لا أخرج للصيد صبيحة الأحد.
أطارد، طول الوقت، يومي
أحاصره في الزاوية
ثمّ نعقد اتّفاقنا المعتاد:
هو يعدني بأنّه سيمرّ بسرعة
و أنا أعده بالتوقّف عن مطاردته.
أنا رجل عاديّ جدا
أحشر إصبعي في منخاري لأتنفّس بشكل أفضل،
أدّخر علبة سجائر كإجراء أمنيّ
لأضمن رشاقة مزاجي حين تنفد منّي سجائري و تكون قد غطّت في النّوم قريتنا
و لا أتابع الأخبار.
و كأيّ رجل عاديّ جدا
فإنّي أحيك قصصا كثيرة لأطفالي عن مساوئ الحلوى و الشكولاتة
لتقليل المصروف اليومي،
أتشاجر، تقريبا، بشكل يوميّ مع زوجتي
و لا أكتب الشّعر.
أنا رجل عاديّ جدا
أجلس طويلا في المقهى،
أتشاجر كثيرا مع النادل لأنّ القهوة نادرا ما تعجبني
ذاك النادل المتعجرف الذي يكتفي دائما بعبارة واحدة
" امشي تشرّط على مرتك"
و كثيرا ما أجالس محفظة نقودي الجائعة!
و لأنّي رجل عاديّ جدا
لا أحلم...
و كلّما نفدت قهوتي
صحت بالنادل:
يا "سارفور" براس أمّك قهوة مزيانة كيفك.
و أستعدّ لشجاري التالي معه.