لك أنْ تمرَّ ....بقلم رودي سليمان / سوريا

 لك أنْ تمرَّ على انتصاراتكَ بعينٍ جافة

ولي أن أبلل عيني كنهر 

لك أن تنتشي بفرد عباءتك المزيفة

أن ترسم لوحة مرمر من وجع الفتيات الملدوغات

وتطلق دبابيرك نحو خطاهن التائهة 

لك أن تعشق اثنتين وثلاث وتعدّهن حتى المئة 

ولي أن ألملّم شظايا قلوبهن من ورائك

لك أن تسقي الأيام اليابسة بطيشك الشائب

تلهبهن في آبار قلوبهن 

وتلسع كبرياءهن المزيف 

وأنا ألهمهن كتابة الأشعار وطقوساً غريبة تريحهن

لك أن تعيش ألف امرأة

وألف حب

وألف صدى لنثر نطافك في أسرّة مكسورة الأقدام

وأن تتأخر أكثر في مواعيدك الغرامية

تحمل على ظهرك أكياس الهدايا

وفردات الأحذية للأميرات التعيسات

لك أن ترسم بورتريهات لأجسادهن العارية

وتترجم صراخ نشوتهن في سيرة حياتك

مغتالاً كالديكة النافشة

فاتحاً جناحي غرورك للطيران 

لك أن تغرز أعينهن بإبر كثيرة لئلا تسوقك بالحسد

لك أن تلملم حروف اسمك من أفواههن

وتنير عتمتك من جدائلهن البراقة 

لك أن تتهمهن بالحب الكثير 

وتجرّعهن كؤوس الخذلان

تثمر في قلوبهن زهوراً ذابلة

وسياط بغال تلدغهن عند كل ذكرى

لك أن تدور في أفلاكهن 

وتصفع الدقائق التي جمعتك بهن

لك أن تكون زيراً

وربما دون جواناً

لك أن تفعل الكثير

لكنني أيقن جيداً 

لن تكون أنت كما كنت

لن تكون ظلك دون ندبتي:

غرزتان في أيسر  جسدك 

تحت الضلع الثالث

كل زفرة ستذكّرك 

بقلبٍ صغيرٍ كان هنا

ساقته السنونوات نحوك يوماً

فكششتها كصيادٍ ملول

ياصديقي

أنت الآن هالة سوداء 

تدبُّ الأرض وتتنفس من ندبتك

 ولن تكون حياتك حياتك

 فماقبل الندبة لايشبه أبداً لما بعد الندبة



لك أنْ تمرَّ ....بقلم رودي سليمان / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.