اقترفت أشياء كثيرة...صدام الزيدي / اليمن


كنت أضحك وحيدًا

عندما وصلني إشعار من دلافيني البعيدة

يبلغني بنهاية الزمن  

اقتربت من بركة ماء ساخنة ورميتني فيها

مستمتعًا بدفء المكان. 

ضحكت وأنا أغمس رأسي عميقًا

حتى تطايرت فرشاة رسّام كان يرمقني من متنزّهٍ خلف جبال الإكوادور. 

واصلت الغطس تارةً والضحك تارةً 

قبل أن يستيقظ ديناصور نائم في أعماقي

سمعت هرولته وشعرت بالأرض تهتزّ

توقفت أرقب المشهد الذي لم يكن مرئيًا لأحد

عاودت نزالاتي في قاع بركةٍ سحيقة

تظاهرت بعدم الانتباه لديناصور يجري في أعماقي

متجهًا ناحيتي

وانهمكت مجددًا في الضحك

واصلت نزقي الغريب في واحدة من أندر لحظات هذا الانسان المجنون

اقترفت أشياء كثيرة ولامعة:

كتبت عليّ الاغتراب في الوطن

جرّدتني من أوسمة الماضي

سكبت المجرّة من فم حلزونةٍ في جعبتها باسوورد خطير

بوسعه ايقاف النبض في خلايا المنفى الجذعية

عدت إلى اليابسة مُتسلِّقًا ظهر زرافة 

وأدركت جيدًا كم أنا الناجي الأخير

ارتديت ملابس قديمة وأخذت أصفر وأرقص

كما يفعل دراويش السيرك الهندي

انتهى بي الحال خارج الزمن-

داخل جوف ديناصور ضخم

شرعت في مقاومة عالم مخيف 

يبتسم لي في الضوء

ويترصّدني في الظلام

تنبّهت أنه لا بد من أن أصرخ؛ 

لا أدري كيف جاءت الفكرة فجأة، 

صرخت في المرّة الأولى

نهَضَت ايطاليا الجميلة من بين أصابعي

صرخت ثانيةً، تداعت دناصير العالم

دفعةً واحدة

أخذتُ أقودها ناحية جبال الأنديز

بينما أحاول اجتراح نهاية لنص تذكرت أنني أكتبه

لكن السديم كان أكبر من أن أفيض إلى القيامة! 

----------------------------

اقترفت أشياء كثيرة.... 

#صدام_الزيدي



اقترفت أشياء كثيرة...صدام الزيدي / اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.