لا شيء، فيك، سيعجبني..هيثم الأمين تونس

 لا شيء، فيك، سيعجبني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غدا

-أقصد بعد عشرين عاما أو يزيد-

سيصير وجهك كغلاف جريدة يوميّة

يعجّ بالعنواوين العريضة لأخبارك القديمة

و ببقايا تفاصيل امرأة

كانت تبدو شهيّة لرجل عاطل عن الحب

غدا، أيضا، سيترهّل بطنك

و ستكتسبين كيلووات زائدة من الوزن

بسبب الأدوية المضادّة للاكتئاب

و إبر الأنسولين

و كباب قبو،

يفتح مرّة في السنة،

ستصدرين الكثير من الأصوات كلّما فتحت ألبوم صورك القديمة

و كلّما تابعت حركات فتاة صغيرة

و نحن نجلس، في صمتنا، معا، في المقهى...

غدا، بعد أزيد من عشرين عاما،

ستركضين كدجاجة عرجاء، خلف حفيدنا

و ستصرخين ككلبة بتروا ذيلها

و في لعبتنا، الباردة، كواجب عسكريّ

ستقبّلين بطل مسلسلك المفضّل

و سأقبّل تلك الشّابة التي اشترت، منّي، نسختين من ديواني الأخير

و طلبت توقيعي

و صدري الذي أنهكه التّدخين و الحبيبات العابرات

لن يحتمل صدرك؛

صدرك الذي قد يقطف منه،

طبيب لم يُكمل،بعد، بناء المسبح في بيته الجديد،

إحدى رمّانتيه

و ستبكين كثيرا،

كلّما تحسسّت صدرك؛

صدرك الذي صار يشبه صدر أمّك تماما...

بعد عشرين عاما أو يزيد،

ستنسين كيف تضفرين شعرك،

و لن يحرجك لون القميص البرتقاليّ

مع لون التّنورة الزهريّ المنقّط بالأسود

و لن تخجلي

كلّما اكتشفت أنّك ترتدين جوربين مختلفين في الطول و في اللون !!

غدا

-أقصد بعد عشرين عاما أو يزيد-

لن يكون فيك شيء يعجبني

و لن يكون فيك شيء

من تلك الطفلة التي

تصفّف شعرها ضفيرتين،

ترتدي كسوة مدرسيّة، كبيرة، لا تلائم جسدها القصير و النحيل

و تركض، ضاحكة، خلف فقّاعات الصّابون، في باحة المدرسة

غدا،

لا شيء، فيك، سيعجبني

و لكنّي، حتما،

سأبتكر ألف طريقة

لأحبّك،

و أنت تشتكين لصورتي،

المعلّقة على الجدار، 

وقد زيّنها شريط أسود...



لا شيء، فيك، سيعجبني..هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 31 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.