الأولادُ يلعبون في الخارج ...كوثر وهبي / سوريا

 الأولادُ يلعبون في الخارج

وأنا من خلف حديد البوابة

أنظرُ  .. وأشتهي ركوب الدراجة مثلهم 

هذا النهارٌ جميلٌ ودافيٌ 

بينما طائراتٌ في مكانٍ ما

تقومُ بقصفِ مدينةٍ كاملةٍ بناسها ..

أسمعُ عن قتلى كثيرين ..

يخرجُ الرجال إلى الشارع 

ويتهامسون عن مدينةٍ تُقصفُ في البعيد

قالوا أنها معقلٌ للإخوان المسلمين

وأرى الخوف يمشي بين البيوت والأزقة النائمة

فيما المذياع في بيتنا يرددُ أغنية وطنية

( حبي وبلادي سوريا )..


يمضي الوقتُ مثل نهرٍ سلسٍ

برائحةٍ آسنة وكريهة ..

أفشلُ بدخول الجامعة بفارق علامتين

وأسألُ ؛ كيف نقيسُ المعرفة بالدرجات ؟

وكم نحتاجُ من الذكاء لنتعلَّم أشياء نحبُّها ..؟ 

وكيف نتعلَّمُ ما لا نحبُّ ..! 

فيما الحياةُ مدرسةٌ أكثر ذكاءً وخبثاً 

من كلِّ ما نعلم وما لا نعلمُ .!! 


في الغرفة المغلقة يسألني المحققُ :

لماذا لم تشاركوا في غناء النشيد والتصفيق ؟

فأقولُ ؛ من نحنُ !؟ 

ثم يسألني إذا كنتُ أؤمنُ بأهداف الحزب ؟

أستغربُ كذباً ! .. نعم أومن بها  

وبكلِّ الأهداف التي ترمونها أمامنا على الطاولات

مثل أوراق اللعب المشكَّل والملوَّن ..! 

وما الذي يعنيه إيماني من عدمهِ ..!! 

أنا لا أحبُّ الأحزاب ولا أعرفُ فائدةً لها 


تتابع الأيام قفزها ، مثلَ أرانب مدجنةٍ

وأنا أكبرُ مثل صبّارةٍ في أصيصٍ ضيّقٍ ..!

وأشتهي ركوب الدراجة مثل الأولاد

ومن خلف حديد النافذة أراقبُ طائراتٍ

تقصفُ بلدةً مجاورة يقولون أنَّ مسلحين 

وإرهابيين يتحصنون فيها ..

أترقَّبُ وأحاول تخيُّلَ ، كم صار عدد 

الشهداء اليوم  ؟ ..




الأولادُ يلعبون في الخارج ...كوثر وهبي / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.