محاكمة رجل ، تحرشَ ذاتَ حُلم ، بظِلِّ امرأةٍ عارية .محمد حبشي / مصر .

 ¤  محاكمة رجل ، تحرشَ ذاتَ حُلم ،

     بظِلِّ امرأةٍ عارية ..

.

.

————————————————

.

.

1-  كنتُ أُطِلُّ ذات مساء ، من نافذة الحُلم ، 

حين لمحتُ ظلي أمامَ البَيت ، 

يركضُ فوق السور ، 

يطاردُ 

ظِلَّ امرأةٍ عارية ، 

يسيرُ وحيداً بعد منتصف الليل ..

ظَلَّ يعدو خلفهُ 

حافياً ، 

يُلاحقُهُ في كل مكان ، 

يحاول أن يعرقلهُ ، يعانقهُ على الأرض  ، 

حين وقعَ فجأةً 

في حفرة ، 

أمسكَهُ بقوة ، وحَضَنَهُ من الخلف ..

.

.

2-  قالت شاهدة الزور ، لم يكن يعانقهُ ، 

أو يحضنهُ - كما ادعى - 

بل كان يطعنهُ 

بسكين ..

رأيتُهُ بعَيْنِ قطة في الظلام ، 

يَفِرُ كالجرذانِ 

مسرعاً ، 

حين سالَ على ظهري 

قبلتانِ جافتان ،  

لا يرتديانِ زبدة كاكاو ، أو يحتفظانِ بقلمٍ للروچ ..

.

.

3-  كان الاتهامُ المُوَجَّه لهُ ب ( عريضَةِ الدَعْوَى ) ، 

" ظِلٌّ ، يتحرشُ في الظلامِ بظِل " ، 

وخدش حَيَاءِ بيتٍ ،

تسكنهُ

القاصرات ، 

وارتكاب فعل فاضح ، 

أمامَ جدارٍ عام ، 

وتحريض حفرةٍ في الأرض ، على ممارسة الرذيلة ..

كان البدرُ شاهدَ إثبات ،

والليل ، 

شاهد نَفي ..

لم يُؤخذ بشهادة النجوم ، 

لتناقض أقوالها 

مع السُحُب ..

بينما وقفت الخفافيشُ 

على الحياد ، 

متعللةً ب بُعدِ المسافة ، وضَعفِ الرؤية ..

.

.

4-  لم يجدوا على جسدي آثارَ مقاومة ، 

أو تحت جلدي ظلاً ، 

لخنجرٍ ، 

أو سكين ، 

أو بدمي كرات دم بيضاء ، 

أو حبة فياجرا ..

لم يجدوا على خصرِهَا  ، بصماتِ أصابعي ، 

أو في جِيدِهَا حبلاً من مسد ، 

أو بشغافِ قَلبِي ، 

بقايا عشقٍ قديم ، لزوجةِ أبي لهب ..

لا أدري ، 

هل قيدوا الحادثة 

- في كتاب ألف ليلة وليلة - ضد مجهول ، 

أم ألصقوا التهمة بظل أبي نواس ، 

أم لايزال التحقيق مستمراً ، 

ومازال ظلي 

محبوساً 

في غرفة النوم ، 

أربعة أحلامٍ ، على ذمةِ الأرق ؟..

.

.

5- حقيقة الأمر ، لم أعد أهتم كثيراً بظلي ، 

فربما أتبرأ منه غداً ، 

كما تبرأ مني 

طوال العمر ..

لم يعد يُشْغِلُنِي الآن ، إلا تضميدَ جُرْح نافذتي ، 

بعد أن تلوثت سمعة زجاجها المكسور ، 

واختيار ثوب مناسب ، 

لظل المرأة 

العارية ، 

قبل أن أستيقظَ من الحلم ، 

وتحفظ وسادتي 

ملامحها ، 

وتتعرف على عطرها 

الشراشف ، 

وتأخذُ معها مرتبة السرير ، 

صورة سيلفي 

بالألوان .. 

قبل أن تكتشف سحرها المرايا ، 

وتفشي سرها للباب ، 

عينٌ سحرية ، 

تقسم أمام الطرقات ، أنها نفس شاهدة الزور ..

ما يشغلني الآن ، هو تهديد حبةٍ زرقاء ، 

على وشك انتهاء 

المفعول ، 

بمنع ظلي من السفر ، قبل النطق بالحكم ، 

ووصول الموج 

إلى الشط ، 

والبحر إلى مرحلةِ الأورجازم ..


محمد حبشي / مصر ..

( 26 - 1 - 2021 ) — 1:30 صباحاً ..



محاكمة رجل ، تحرشَ ذاتَ حُلم ، بظِلِّ امرأةٍ عارية .محمد حبشي / مصر . Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 26 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.