كثيراً ما أخطئ في اللّغة..أيمن معروف / سوريا

 كثيراً ما أخطئ في اللّغة. 

حتّى أنّ أصدقائي الشّعراء كثيراً ما يغمزون ويلمزون كلّما أقرأ نصّاً لي في مكان ما. تربكني هذه الحالة وتجعل منّي شاعراً ضعيفاً وأحاول ما استطعت أن لا أقع في ذلك وأعدّ إلى العشرة قبل أن أقرأ شعراً. وللأسباب نفسها صرت أستعين بشاعر فحل كلّما كتبت نصّاً جديداً فهو ضليع في اللّغة وحبائلها ويعنيه النّحو قبل أي شيء آخر في القصيدة وكان دائماً يجد ما يمكن له أن ينتصر فيه على الشّعر وإذا لم يجد ضالّته كان يعيد ويعيد ليغيّر في مواضع الجمل ويستبدل بالكلمات حتى يخرج النّصّ بين يديه نصّاً آخر ويذهب في موضع غير الموضع الّذي هو فيه فأهجر القصيدة إلى غير رجعة.


كثيراً ما أخطئ في اللّغة. 

وقد كتبت مرّة أرثي شخصيّة عامّة وكانت هي المرّة الأولى والأخيرة الّتي أفعل فيها ذلك لاعتبارات شخصيّة لا علاقة لها بالشّعر أو ضعفي في النّحو. فقد نصبتُ الاسم المرفوع على ما أذكر يومها في جملة تحتمل التّأويل وأنا أقرأ فغمزني صديق مرموق في الكتابة من مكانه الّذي يجلس فيه في الصّفّ الأوّل وعرفت حينها أنّي أخطأت في موضع ما وما أن أنهيت القراءة وعدت إلى مقعدي حتى لكزني صديقي هذا وبهمس شديد قال لي لقد نصبت المرفوع في موضع الرّفع لأكتشف بعد برهة من الوقت أنّ صديقي المرموق هذا لم يسعفه التّأويل في موضع الكلام معتبراً أنّ ما نصبته في محلّ الرّفع هو في محلّ رفع تماماً. ومن يومها هجرت الرثاء لاعتبارات لها علاقة بتأويل الفحول من طبقات الشّعراء.


أخطئ كثيراً. 

وكثيراً ما أخطئُ في اللّغةِ وأكتبُ قصائدَ هشَّةً عنِ الينابيعِ 

وشالِكِ الأزرق البهيج يا حبيبتي. البارحة فقط. البارحة مساء تحرّيتُ عنِ اسمِكِ في القصائدِ وكانتْ حروفُكِ تشعّ ساطعةً كالمجرّات بينما كنتُ باهتاً في الحروف وبطيئاً جِدّاً كلّما اقتربتُ من شموسكِ سبقَتْني في تأويلِ اسمِكِ، الكلمات. 


كثيراً ما أخطئ 

وقد تعثرون في هذا النّصّ على أخطاء كثيرة علاوة على ذلك خطأ الاعتراف بأنّي كثيراً ما أخطئ في اللّغة.


كثيراً ما أخطئ في اللّغة..أيمن معروف / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 10 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.