الـمُـهَــــرِّج و نصوص أخرى للدكتور الفلسطيني يوسف حنا
الـمُـهَــــرِّج
.
يُحَلقُ سندبادُ على بِساطِهِ
ينظرُ إلى العالمِ كالمُهرِّجِ..
ستضحكُ ويضحكُ الآخرون
ستضحكون بأفواهٍ واسعةٍ.
الحياةُ مثلُ منطادٍ
ممتلئٍ بالهواء..
يعلو فرِحاً في الفضاءِ
سعيداً بهدفِه المنشودِ
يأتيه رأسٌ مدَبَّبٌ
من إبرةٍ مليئة بالصدأ
يكفيها ثقبٌ صغيرُ
لتُسقِطَه إِلى الأَسفل
إِلى داخلِك ..
لم تَعُدْ الإبرةُ كما كانت
إنها مريضةٌ وشريرةٌ
نجحتْ أَن تهزمَ مصيرَك..
يقتربُ سندبادُ من البالونِ المُحتضِرِ،
والضحكةُ الدائمةُ على وجهِهِ،
لينفخَ فيه الحياةَ من جديد
يعودُ إلى المسرح
بوجهِهِ الضاحِكِ حتى البكاء
ليعيدَ للحياةِ
قليلاً من الشمس.
-------------
إِلِى روح ريـم بـنـَّا
رَحَلْتِ يا غَزالَة
مُحَلّقةً نَحْوَ الشَّمسِ
رَفَعتِ النَّشيدَ
من أَحبالِ صَوتٍ
بِطَعمِ الليْمونِ والوَطن
عَلِقَ على تُويجاتِ
زُهورِ فِلَسطينَ البَريَّة ..
اليوم .. أَتَتْكِ الأَجوِبَة
«كيفَ يشاهدُ المَوتى سِحرَ المطر
وكيفَ يرتشفونَ القهوةَ على الشرفاتِ
وكيفَ يَسْمَعونَ فَيروز َ
في انتظارِ لَيْلَةَ الميلاد» !
مَرَرْتِ مِثلُ المَطَرِ النّاعِمِ
في خَريف ٍ بَعيد ..
وحَمَلْتِ صَوتَكِ لأَعالي الجِبال
ليرسُمَ «مرايا الروحِ»
وَلِيَحكي لِلعالَم ِ،
"عَن بَيتٍ كَسَروا قنديلَه"
وَعَنِ الأَرواحِ الصافِيَة
وَعَصافيرِ الحُريَّة ..
قاوَمْتِ به أَعداءَ الحُبِّ
وَطُغاةَ الأَرضِ ،
حَتّى أَنفاسِكِ الأَخيرة..
فَبِأَيِّ لَحنٍْ أُقيمُ اليَومَ صَلاتي ؟!
وَبِأَيِّ مَزمورٍ أَجوبُ بلادي ؟!
لِروحِكِ يا ريمُ
السَّلامُ والسَّكينَة ...
يوسف حنا - الناصرة 24.03.18
------------------
*** الـنَّـبـع ***
إِنَّها رائحةُ الأَرضِ
رائحةُ الرطوبةِِ والغيوم
غَداً سيدخلُ الربيعُ المدينةَ
بعرباتٍ طافحةٍ بالزهور،
وفي استقبالِه تنفتِحُ كلُّ الأَبواب
لتخرجَ من كهوفِ الشتاء.
سمعتُ حديثَ الأَيائِلِ
وهي تتهامسُ فيما بينَها
عن الذئابِ التي تجوبُ الحقولَ
وعنِ الجِدْيَةِ التي وُلِدتْ
بين ليلةٍ وضُحاها..
الربيعُ يذهبُ ويأتي
بأَعشابٍ أُخرى
بأَمطارٍ أُخرى
لكنَّ ينبوعَ الحَياةِ
لن يجفَّ أبداً ...
(ي.ح.)
-------------
*** تَـجـــاوُز ***
.
.
خَـرجـتُ مِـنَ الـكَـلِـمـاتِ
لِأُظــهِــرَ وَجــهــي ..
ليبقى صافياً وناصعاً ..
لـكـنَّهم
مـا زالــوا يُـفَـضِّـلــونَ الـمَـرايـا
والـصـدورَ الـمُـعَـبَّـأَةَ
بِـآلِـهَــةِ الـتـاريـخِ.
زَرَعــوا الـخَـوفَ فـي قُـلــوبِـنـا
وَقِـيَـمَ الـرؤوس الـمُـذعِـنَـة
لِتَـجـعَـلَـنـا سُـعَـداءَ
بِـغَـسـيـلِ الأَدمِـغَـة !
-----------------------
أصداء الضوء
أَصداءُ قوس قزح عششتْ في داخلي
أفكارٌ وأَشواقٌ مُلونةٌ
تضيءُ بوهجِ الدهشةِ
مشاعلَ التمرّدِ على الأقدارِ
وفقًا للقوانين الإلهية.
بنيتُ عُشًا لي على غصنٍ من القصيد
مِن أَينَ أبدأُ طيراني نحوَ النجوم؟
المُوْزيّة (*) تصُبُّ فيَّ موجاتٍ من الهيجان
لِأُغرِقَ الحزنَ تحت الجلد...
تمرُّ اللحظاتُ كالدَّمِ
في عُروقِ المُطاردةِ العُظمى..
أَكبرُ ثم أَكبرُ في العُمرِ
وكأنَّي في امتحانِ الندمِ
لِما لا أستطيعُ إحداثَ تغييرٍ
في هذا العالم ؟
لِتكونَ الحياةُ حُلوةً
كَما يُريدُها الشاعر.
لقد انتهى عامٌ ،
وجاءَ عامٌ جديدٌ آخر
بأصداءِ الضوءِ
كانت هديتي !
(*) المُوْزيّة: في الميثولوجيا الإغريقيّة، هي إحدى الإلاهات التسع الشقيقات اللواتي يحمين الغناء واالشعر والفنون وهي مصدر وحي، لهذا تُسمّى أيضاً "عروس الشعر".
--------------------
أَصداءُ قوس قزح عششتْ في داخلي
أفكارٌ وأَشواقٌ مُلونةٌ
تضيءُ بوهجِ الدهشةِ
مشاعلَ التمرّدِ على الأقدارِ
وفقًا للقوانين الإلهية.
بنيتُ عُشًا لي على غصنٍ من القصيد
مِن أَينَ أبدأُ طيراني نحوَ النجوم؟
المُوْزيّة (*) تصُبُّ فيَّ موجاتٍ من الهيجان
لِأُغرِقَ الحزنَ تحت الجلد...
تمرُّ اللحظاتُ كالدَّمِ
في عُروقِ المُطاردةِ العُظمى..
أَكبرُ ثم أَكبرُ في العُمرِ
وكأنَّي في امتحانِ الندمِ
لِما لا أستطيعُ إحداثَ تغييرٍ
في هذا العالم ؟
لِتكونَ الحياةُ حُلوةً
كَما يُريدُها الشاعر.
لقد انتهى عامٌ ،
وجاءَ عامٌ جديدٌ آخر
بأصداءِ الضوءِ
كانت هديتي !
(*) المُوْزيّة: في الميثولوجيا الإغريقيّة، هي إحدى الإلاهات التسع الشقيقات اللواتي يحمين الغناء واالشعر والفنون وهي مصدر وحي، لهذا تُسمّى أيضاً "عروس الشعر".
--------------------
مـشـاعـرُ مـنـقـوشـة
.
لو كان بمقدوري أَن أَصُبَّ قصائدي من برونز
هل كانت ستبدو مثلُ تمثالٍ، أَو ميداليةٍ،
أَو مثلُ عصافير أَيار غير المتوقعة ؟
لو كان بمقدوري نحتَ كلماتي في الحَجَر
هل كانتْ ستُشبهُ تمثالاً لقتالٍ مجيد،
أَم أَنَّها ستُشبهُ دمعةَ الإِزميلِ الباكي ؟
لو كنتُ قد أَهديتُكِ كلَّ كلماتي
هل كُنتِ ستنقشيها على الخشبِ،
لِتَفتَحي مُجدَّداً بوابةَ القُبل ؟
لو كان بمقدوري نحتَ قصائدي
في البرونز ، في الخشب أم في الحَجَر
ربما كانتْ ستشبهني أَكثر !
-------------
الـمُـهَــــرِّج و نصوص أخرى للدكتور الفلسطيني يوسف حنا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
01 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: