مهرجان شبابيك الأول 2023 ألمانيا

 مهرجان شبابيك الأول 2023


تحت هذا العنوان أقامت الأكاديمية الثقافية الدولية مهرجانها السنوي الأول في يوم السبت و الأحد ١٦ / ١٧ من شهر أيلول لعام ٢٠٢٣ في ألمانيا 

حضر المهرجان عدد من الكتاب والفنانين والمهتمين بالأدب و الفن .

بعد كلمة ترحيبية من قبل مقدم برنامج المهرجان الشاعر هجار بوتاني شرح سبب تسمية المهرجان بهذا الاسم وهو أن هذا المهرجان يستقبل نسمات وعبق كتابات الأدباء والشعراء والفنانين من خلال مهرجان شبابيك واستهل فقرات برنامج المهرجان

اولاً : قراءة الكلمات

 قرأ رئيس الأكاديمية الثقافية الدولية السيد محمد فتاح كلمة مختصرة، قال فيها:

بإسم الأكاديمية الثقافية الدولية أرحب بكم وأشكركم جميعا على حضوركم مهرجاننا هذا وأخص بالشكر الشعراء والأدباء والفنانين على اختلاف مشاركاتهم وأشد على أياديكم كل على حدى، كلنا أمل أن يكون مهرجاننا هذا بادرة ثقافية تفتح آفاق آدبية وفنية، أمام كل من أغنى المكتبة الثقافية والفنية بكل كلمة دونَّها وكل لوحة أو نوتة

مهرجان شبابيك الثقافي 2023 {الفن يحكي الهجرة} هو بادرة ثقافية قامت بها الأكاديمية الثقافية الدولية لتكون محطة أدبية توافدها جميع الأدباء والشعراء والفنانين التشكيليين وفن التمثيل المسرحي والموسيقي، في هذا المهرجان نود أن ننهل من علوم كل إبداع أدبي وفتي، ننعم بحرارة كل نشاط فني و نأمل أن يتم في هذا المهرجان لقاءات جميلة وتبادل الآراء ووجهات النظر في المجال الثقافي .

ونهاية نود أن نلفت انتباهكم إلى تأسيس الأكاديمية.

تأسست الأكاديمية الثقافية الدولية عام ٢٠١٩ بجهود مجموعة من الكتاب والفنانين المهاجرين وبعض النشطاء المهتمين بالعمل الأدبي وذلك لتعزيز الاندماج الثقافي للمهاجرين غير أن وباء كورونا الذي آلم بالعالم أحبط الكثير من الأعمال وأوقف جميع الفعاليات الاجتماعية والثقافية، لكن ما أن عادت الحياة تدب في العالم عادت الأكاديمية إلى مزاولة نشاطاتها وكان أولها نقطة لقاء بالتعاون مع جمعية آفو في مدينة ديسبورغ ثم معرض الكتاب العالمي و نشاطات أدبية وفنية في كنيسة الحياة ومنظمة مولتي كولتي في مدينة لونن.

كانت للأكاديمية مشاركات في مهرجان تعدد الثقافات و جائزة  مولتي كولتي في شهر نيسان الفائت

ختاما نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لوزارة الثقافة والعلوم في ولاية شمال الراين وستفاليا التي قامت بتمويل هذا المهرجان، إن دعمهم الرئيسي حقق تطلعات الأكاديمية في إقامة هكذا مهرجان واهتمامهم لمثل هكذا نشاطات يدل على مدى حرصهم على تعزيز قيم التنوع والإبداع وأخيرا نرجو أن يعم عليكم مهرجان شبابيك بالفائدة الأدبية الفنية وأن نكون عند حسن ظنكم و تطلعاتكم الثقافية.

هذا و  قرأت الدكتورة إشراقة مصطفى حامد الكلمة ذاتها باللغة الألمانية .

أكدت نائبة عمدة مدينة ديتمولد السيدة ( غيرست دواريشتا ) إن الدولة الألمانية حريصة على نجاح جميع المؤسسات الثقافية والاجتماعية في ألمانيا وهي تولي اهتماما بالفنون والحركة الثقافية وقالت أيضا: "أنا سعيدة جدا بحضوري بينكم، بين هذا الكم من المثقفين و المبدعين وأشكر هذا الفريق الذي عمل كخلية نحل ليرتقوا بالمهرجان ( شبابيك) إلى مصاف المهرجانات الدولية والحقيقة دهشت من رسوخ خطواتكم العملية وخابت توقعاتي لأني كنت أتوقع أن يكون المهرجان كأي نشاط ثقافي إلا أنكم أثبتم جدارتكم بهذه التسمية ( الأكاديمية الثقافية ) شكراً لكم جميعا". 

كما حضر المهرجان من الجانب الألماني السيد نهاد كوسى رئيس مجلس الإندماج في مدينة ديتمولد، والسيدة نيلوفار كايوموفا نائبة رئيس مجلس الإندماج أيضاً، وبعض الشخصيات من المجتمع الألماني.

بعد قراءة الكلمات أكمل المهرجان فقرات برنامجه حيث قرأ مقدم المهرجان لمحة عن الفن التشكيلي وقال: 

اللوحة التشكيلية ليست مجرد مساحة محدودة الأطراف أو فكرة مقيدة بالأضلاع تبعثرت ألوانها إنما هي رسالة فنان يساهم في تنمية المجتمعات، رسالة يحاول الفنان في سطورها طرح مفاهيم و  مفارقات يئن تحت وطأتها، ناهيكم عن التعابير والإبداعات التي تتخطى الحدود كلها ندعوكم إلى مشاهدة الإبداع، إلى جمال اللوحات. 

معرض التصوير الضوئي للفنان القدير كمال أوغلي الذي نقل عبر الصور إبداع الإنسان السوري في بناء تراث وحضارة بالرغم من أهوال الحياة وعذاباتها. 

شارك في الفن التشكيلي كل من الفنانين: 

الفنانة شيرين داؤود التي عرضت عدد من اللوحات التي تعكس قدسية المكان رغم ما تجرف الأيام من عمر الانسان، بالرغم من المآسي. 

الفنانة نعيمة تابتي شاركت بأربعة عشرة لوحة في مكامنها مراحل الشقاء الإنساني وما يلعبه الزمن في رسم ملامح اليأس، وتقول الفنانة تابتي: التعايش الفني بالنسبة لي هو لقاء بين الثقافات حيث يكون الحوار والتبادل مع الذات والآخر ممكنًا.

يساعدني الفن في معالجة ما حدث، والنظر إلى الأشياء من منظور جديد، وفهم منظوري الخاص وما هو غريب خطوة بخطوة.

من خلال هذه التجارب بين الثقافات، يتحقق التعايش الإبداعي في إبداع فني، وتُتاح لي الفرصة للتوسع وإعادة تفسير وجودي بشكل مستمر.

الفنان منير بلليش شارك بخمس لوحات إبداعية .

الفنان زنار عليوي أحضر واقع القرى الشمالية في سوريا من لوحاته التشكيلية ، بمعاناة أهلها و نكهة بيوتها الطينية.

بعد انتهاء المعرض قدمت فرقة المسرح للكاتب والمخرج زردشت إبراهيم مسرحية السقوط من الجنة، التي عرضت لوحات إبداعية حول حالة الحب والحرب وما تعانيه الأسرة الكردية في عفرين إثر دخول الجماعات الإرهابية والمتمثلة بتنظيم داعش والتنظيمات الأخرى التي حولت المدينة إلى بقعة دم، إلى فوضى الخلاص والهروب إلى الأمان مع إدخال رمز من التقاليد الكردية التي تشير إلى تقديم الشاب تفاحة حب إلى حبيبته .

بعد انتهاء العرض المسرحي كان هناك بعض من المداخلات والأسئلة حول فكرة العمل .

الشاعرة ميديا شيخة قالت: 

الحقيقة إن المسرحية كونت لدي انطباعا عميقا، رأيت أشياء تحادث الواقع، تحاكي لغة الجسد، أعطتني دافعا بأنني أعيش مع أجواء المسرحية، كل شخصية كانت تعبر عن دورها كأنها تعيش الواقع، لم أحس إنها مسرحية، كنت أنظر إلى المسرحية لكني كنت أشعر بأنها حلقة يومية في حياتي والأجمل في ذلك اللغة الألمانية.

أنا أريد أن أوجه رسالة، نحن في ألمانيا ويجب أن نتكلم  

باللغة الألمانية لكي نرسل لهم ما نعيشه في بلدنا، نرسل لهم حثّيات واقعنا، نرسل لهم آلامنا التي عانيناها في دولتنا الأم إلى الدولة الألمانية، فعلا أنا أشجعهم وأنحني أمام هذه القامات الفنية التي قدمت شخصيات جميلة و رائعة جدا وفي الحقيقة أدهشتني التفاحة التي ذكرتني بآريس على أثير الجميلات حينما كانوا يتقدمون عليها الجميلات عشتار ونينوى واعتقد إنهم أخذوا أفكارا من هذه الأساطير و الملاحم .

الكاتبة والشاعرة إشراقة مصطفى حامد قالت في مداخلتها حقيقة أنتم قدمتم عملا جميلا ورائعا، أجدتم في اتقان اللغة الألمانية بهذا الشكل وأعجبتني حركة الجسد وأيضا حالة الانتظار، الإحساس في انتظار الموت، الفقدان ، وفي لحظة ما أردت البكاء ولي سؤال حول رمزية التفاحة هل هي ترمز إلى الجنة أم توحي إلى أشياء أخرى .

رداً على سؤال الدكتورة إشراقة قال الممثل المسرحي ( وسام عجيني ) أنا شخصيا لست كرديا ولكن سأجيب على سؤالك، التفاحة مع القرنفل هي رمز من الثقافة الكردية وهو فعل تقليدي للحب، قديما كان الشاب حينما يعشق فتاة يهديها تفاحة مع القرنفل لتبقى رائحة هذا الحب أكثر من مائة سنة فمثلا تعيش ( روسيل ) مع حبيبها في لحظة، تأتيها روحه على خشبة المسرح، تحس بوجوده والحقيقة هو غير موجود .

وسألت الدكتورة إشراقة عن كيفية إتقان اللغة الألمانية وهم لهم سبع أو ثماني سنوات في ألمانيا وعن رمزية الكرسي المتحرك والشاب المعاق ؟

جاء رد الممثل وسام إنها مسألة جهد وتعب والدراسة في الجامعة والاحتكاك المباشر مع المجتمع الألماني .

وأكمل زردشت إبراهيم الرد على الشطر الثاني من السؤال حيث قال : هذا الممثل يؤدي دور شاب من ضحايا الحرب الطاحنة في مدينة عفرين ويكون متعلقا بالذكريات وخاصة مقتنيات الوالد لذلك نراه متمسكا بالراديو الخاص بأبيه .

الكاتبة والشاعرة ندا خوام قالت: 

أشكركم من القلب وأنا فخورة بكم، في هذا العرض ولعبتم على أعصابي بإيحاءاتكم الجسدية، أتمنى لكم المثابرة والإبداع تصل بكم إلى مصاف العالمية.

الشاعر والروائي زكريا شيخ أحمد قال أعلم أنّ الوقوف على خشبة ومواجهة الجمهور لها هيبة تجعل الممثل المسرحي خائفا وينسى النص المسرحي أحيانا فما بالكم إذا النص باللغة الألمانية والحقيقة أبهرتني هذه المجموعة الفنية وهم يقدمون مسرحاً باللغة الألمانية، لغة ليست لغتهم وخاصة عمرهم الزمني في ألمانيا لا يتجاوز السبع سنوات، أشكر جهودهم وأتمنى لهم دوام المثابرة و  الإبداع . 

الكاتب المسرحي أحمد إسماعيل أبدى رأيه في المسرحية التي عرضت وقدم عدد من المقترحات التي تجعل العمل المسرحي ناجحا ويرتقي إلى أفضل المستويات وقدم بعض من الارشادات التي يسعى إليها كل فنان مسرحي، كما أثنى وبارك جهودهم وتمنى لهم التوفيق والنجاح.

كما أبدى الكاتب المسرحي شكري داؤود بعض من الملاحظات حول النص المسرحي وعن مدى تفاعل الجمهور وقال أعتقد لو أن النص كتب باللغة الكردية لكانت الفكرة قد وصلت إلى الجمهور بشكل أفضل .

هذا وقد أشاد الفنان دلشير كردستاني وباللغة الألمانية إلى دور الشباب في هذه القفزة النوعية، وإن مجموعة من الفنانين المسرحيين قدّموا عرض بغير لغتهم الأم واستطاعوا تثبيت هويتهم الفنية وتمنى لهم دوام المثابرة والإبداع.

الندوة الحواريّة

الإبداع لا يعترف بالمكان، بالرغم من المآسي والصعوبات التي يعاني منها الكاتب إلا أنه يبقى في أوج عطائه، يتحدى المنفى في كل فكرة ويتخطى العقبات بكتاباته، حول هذا التحدي الأدبي

تحت عنوان تحديات الإبداع في المنفى رحبت مستشارة الأكاديمية الثقافية الدولية الدكتورة إشراقة مصطفى حامد بضيوف ندوتها الحوارية وهم الكاتب المسرحي أحمد إسماعيل، الشاعر والروائي زكريا شيخ أحمد ( سوريا ) الروائية ندا خوام ( العراق ) الموسيقية منى دوراني ( أيران ).

الكاتب المسرحي أحمد إسماعيل رد على أسئلة الدكتورة قائلاً: 

إن ما رآه الإنسان السوري من مصاعب وويلات تفوق العقل، عانى الأمرين كلاهما، علقم الموت في البحر، والموت في الغربة، وبات أسير الأفكار والخوف، في كتابي ليل القرابين هناك قصة تحكي عن فتاة صغيرة تتحول بفعل الأهوال إلى امرأة عجوز، طبعاً هناك حواجز معينة لم نستطع تجاوزها، هناك معاناة وأنا ككاتب كنت بعيدا عن المسرحية التي قدمت اليوم وذلك اللغة التي قدموا بهم عرضهم المسرحي، اللغة تعتبر جسر للتواصل، هي مفتاح للاحتكاك مع المجتمع وبكل صراحة أحسست بالتأثير النفسي السيء على شخصيتي، أضعت الكثير من الفرص بسبب اللغة، لم أتقن اللغة بسبب اللجوء وتأثيراته، هذا اللجوء الذي يلازمني كظلي وأعترف أننا سقطنا من على صراط البحر.

موضوع الهوية والإبداع لا تحددها اللغة فقط وإنما المكان، الأحاسيس الراوي الذي يكتب ليس مجرداً من الأحاسيس غير أن هناك علامات في طرح هوية جديدة للابداع والمشاعر ومنها عانى الكثيرين حتى لمن يكتب بالعربية، منذ سبع سنوات أعيش في ألمانيا و مازال هنالك خلط في ذكر الأسماء التي عشت فيها ، كثيرا ما أذكرأسم القامشلي عوضاً عن مدينة بوخوم .


الشاعر والروائي زكريا شيخ أحمد قال حقيقة هناك خلط في شخصيتي، من محامي إلى شاعر وروائي، في الواقع كانت لي رغبة في دراسة التمثيل المسرحي ولكن كوني كرديا ولست منتميا لحزب الدولة وجدت من الصعب أن أجد فرصة للنجاح وإن وجدت ستكون ضئيلة جداً أو شبه معدومة وكوني أنهيت مراحل دراستي باللغة العربية تجدون كتاباتي وقصائدي باللغة العربية ولي تجارب قليلة في الكتابة باللغة الكردية .

طبعاً أغلب كتاباتي هي تعبير عن الحالة النفسية ومجملها تشرح قضايا الإنسان بكل تفاصيلها مع إدخال بعض المفاهيم الفلسفية المبسطة ورواية (حدث في الشمال ) هي حكاية طفل شرقي وتحديدا طفل سوري يبحث عن جذوره، عن وجوده بعدما يقرأ في سطور رسالة غرامية عبارة ( لوكان حب كردستان جريمة ليشهد التاريخ بأنني أول مجرم ) .

بخصوص الهوية الإبداعية أعتقد أن الكاتب هو من يحدد هويته مثلا أنا اوجدت هويتي من خلال كتاباتي لأن طوال فترة وجودي في ألمانيا لم احتك بالمجتمع الألماني عامة ولا المثقف الألماني خاصة.

الكاتبة ندا الخوام : 

أشكر مهرجان شبابيك على هذه الفرصة كي أطل عليكم من شباك الندوة الحوارية التي تديرها الدكتورة إشراقة مصطفى، حول تجربتي الكتابية لم أنشر في بلدي العراق شيئا، لقد كتب علينا القمع في مدننا، في بلدنا الذي ولدنا ونشأنا فيه .

نفتنا الحرب واحتوانا القهر، والمرأة في هذه الحالة تعاني الأمرّين ، أمر عام وهو الحرب وأمر خاص كوننا نعيش في مجتمع شرقي والمرأة تكون أولى الأهداف في حالات الحروب .

للمنفى سلبيات جمة ولكن لها إيجابيات أيضا ولا يمكن إنكارها، بالرغم من المآسي والصعوبات هناك حالات إبداعية كثيرة، طبعا هناك حواجز و تحديات تعيق الحالة الإبداعية وأولها عامل اللغة التي نعاني منها والعامل النفسي ويجب اجتيازه ...

في لبنان كانت لي تجربة منفردة مع الإبداع ونتاجاتي الأدبية هي :  

1. خيانات بنكهة فرنسي

2. قصائد محاذية للنهر

3. سيرتنا أجنحة ما وراء الحدود (مع مجموعة كاتبات )

 وأتمنى أن أقدم إبداعات أخرى وأفضل. 

أما بالنسبة للهوية الإبداعية أعتقد لم تخلق هوية جديدة للإبداع وإنما النص الإبداعي تأثر أكثر بالعوامل الموجودة في المنفى، اللغة تغيرت، الزمان تغير، الفكرة تغيرت، في بلادنا كانت هناك مصادر كثيرة للفكرة حتى الفوضى كانت إحدى مصادر الفكرة وبرأيي تغيرت الروح الإبداعية لدى الكاتب .

منى دوراني: بصراحة لم تتغير عندي الهوية الإبداعية لأنني أصلاً أقدم موسيقى عربية واللغة العربية ليست لغتي الأم، وهنا في ألمانيا أدرس في الجامعة قسم الدراسات الشرقية .

بعد الندوة الحوارية قدم الفنان نبيل أربعين وفرقة السولو لغة لا تعرف الحدود، لا تعرف قواميس الترجمة، لغة تنساب إلى الروح دون استئذان ، لغة يفهمها الجميع من خلال ألحان وتقاسيم تداعب فضاءات المهرجان.

المقامات :

للمقام وقع على النفس وحروف أبجدية تعيد للمرء أيام أصالته وتاريخه ، أكمل المهرجان فقرات برنامجه بالمقامات بفرقة الفنانة منى دورانى وأحمد بكتاش حيث قدمت الفرقة أغان شعبية لطالما رددها الفنانون (من روزانا / طلعت يا محلى نورها / عالالا / و غيرها من الأغاني التي أحضرت عبق الماضي، أغان ٍ أعادت الحضور إلى كل جميل ٍ .

وبانتهاء الفرقة من ترديد أغانيها انتهت فقرات اليوم من المهرجان.

استهل المهرجان في اليوم الثاني برامجه بجولة في معرض الفن التشكيلي حيث الألوان وجمال الماضي الحاضر .

بعد الانتهاء من معرض الفن التشكيلي وعلى أنغام الفنان والشاعر زكريا شيخ قدم الشعراء قراءتهم الشعرية. 

بداية قرأت الدكتورة إشراقة قصائداً باللغة الألمانية ثم تناوب كل من الدكتور إشراقة والشاعر زكريا شيخ أحمد على قراءة قصائد باللغتين الألمانية والعربية وأكملها الشاعر زكريا بقراءة نتاجاته الشعرية والقصائد على التوالي الرصاصة الأخيرة (أصدقائي القدامى/ إرفعوا الكؤوس / قصيدة مقابلة عمل) .


من قصيدة مقابلة عمل اخترنا لكم هذا المقطع :

سألوني فيما إن كنت أملك أية مؤهلات أو خبرات .

أجبتهم بأني أسعى لأكون شاعرا .

قالوا لي انتهت المقابلة و سوف نتصل بك .

لم يطلبوا رقم هاتفي

و أنا لم أعطيهم الرقم ،

لأني لحظة انتهاء المقابلة

عينت نفسي جثة لا حول و لا قوة لها على مسرح الحياة .

شارك الشاعر نصر محمد بقراءة قصائد جميلة، قصائدا محملة بالشوق إلى المدينة التي ترعرع فيها، بحب فتاة يرتل ذكراها، بالحنين إلى والديه اللذين أحضرهما في كلمات القصيدة فيقول :

كي تكتُبَ الشِّعرَ

فقط اقرأ وجهَ أمِّكَ

و فُكَّ شِيفرةَ دمعِها

كي تكتُبَ الشِّعرَ

تنفَّسَ رائِحةَ العَرَقِ

منْ جبينِ أبيكَ

كي تكتُبَ الشِّعرَ

تذكَّرْ صديقَكَ الدائِمَ

الذي لم تَعُدْ تعلمُ عنهُ شيئاً

كي تكتُبَ الشِّعرَ

اِفتحْ جُرحَ قلبِكَ المُندمِلَ

و أعِدْ إحياءَهُ

اكتُبْ شِعرَكَ

و اقرأ ما كتبْتَ

و أخبِرْني إنْ كنتَ شاعِراً ...!

قدمت الدكتورة والشاعرة ميديا شيخة قصائداً من مجموعتها ميزوبوتاميا قصائداً تحاكي الواقع، تخبره بما حل في البلاد من أهوال وما آلت إليه هذه الحضارة العريقة ونلتمس هذا في هذا المقطع الشعري :

من بلاد النهرين

 يعلو صراخي وآلامي

 يا وجع التاريخ الدامي وقبلتي في ساحات المشانق

يا وجع شعب تباد لغته، منها يفوح عبق التراب المعتق

أبوه الجبل وأمه دجلة الخير

تبكي الحضارة على جرح مسلوب

يبكي الفرات قرابين " الخليل " ويبكي بدمع يفوق الدم

ونهر دمائنا

قالوا جاءها المخاض

دم الأبطال جسور في محرابه

تراتيل من رذاذ آمد

حروفه من طين إمارات آميدا

راسخة قامته عند هيرودوت

لا فارسي ، لا طوراني ولا ساساني

كان وطنا نهشه التاريخ المزيف

مقدم المهرجان الشاعر هجار بوتاني فتح نوافذ غربته وأطلَّ على مهرجان شبابيك بقراءة قصائد من مجموعته الشعرية نافذة الغياب، أخترنا من قصيدة نسغ البصمات :

البراءة العارية على آماليدك ِ

والعاكسات التي تغرس اللهفة

تتقوقع في الصّغير النابض

دعيني، أتسكع شوارع قامتك وجبيني المطرز..

أهرب بك إلى عش فقد حدوده

إلى كروم أزيلت أعناق عناقيده

و أدوّن تواقيع الآتي على جسدك المجبصن .. 

أزحف إليك طويلاً لنقطف الياسمين.

دعيني ...

دعيني أقدم ما تبقى من براءتي

على قارعات الخيال

وأخلع كل حراشفي في صومعتك

قبل رحيل الّنسغ عن بصماتي

ونهاية قرأ قصيدة باللغة الكردية بعنوان صيد بقلب خافت .

الدكتور ممدوح العلي قرأ قصيدة في الذكرى السنوية الأولى للشهيدة مهسا أميني باللغة الكردية .

بعد الانتهاء من القراءات الشعرية أعادت الفرقة المسرحية عرض مسرحية السقوط من الجنة بنجاح ملفت وأكثر ما شد الحضور للمسرحية هو تقديمها باللغة الألمانية بالرغم من قلة مدة إقامتهم التي لا تتعدى السبع سنوات في ألمانيا.

بعد العرض المسرحي قدمت فرقة منى دوراني وصلات موسيقية أمتعت الحضور في كل أغنية قاموا في غناءها ..

وكان ختام فقرات البرنامج مسكا بمشاركة الفنان العالمي وابن الجزيرة السورية الفنان إبراهيم كيفو الذي أطرب الحضور بأغانيه وأضاف للمهرجان ألقا وحضورا .

هذا وقد تخلل المهرجان استراحات ولقاءات صحفية وتوقيع مجموعات شعرية للشعراء المشاركين مع غياب

 الإعلام والصحافة العربية عامة والسورية خاصة وحتى الإعلام والصحافة الكردية.

نهاية كل الشكر والتقدير لمن ساهم في نجاح مهرجان شبابيك من مشاركين وضيوف .

كل الشكر والتقدير لوزارة الثقافة والعلوم التي دعمت الأكاديمية الثقافية الدولية في إقامتها مهرجانها السنوي الأول

كل الشكر والتقدير للهيئة الإدارية في الأكاديمية والتي عملت كخلية نحل، عملت يد بيد طوال الفترة التحضيرية وأيام إقامة المهرجان وكل بإسمه :

السيد محمد فتاح رئيس الأكاديمية الثقافية الدولية

السيدة الغائبة الحاضرة نجاة بن الأحمد

المستشارة الثقافية للأكاديمية الثقافية الدولية الدكتورة إشراقة مصطفى حامد

مديرة العلاقات العامة والتواصل سميرة تابتي

المدير الإداري جهاد كوجاك

السيد كمال أوغلي الذي أشرف على سير المهرجان وعمل على نجاحه

كل الشكر لمديرة مدير الهنجار. Astrid Fiebig 

التي قدمت للمهرجان كل التسهيلات

كل الشكر والتقدير للشاب الايراني مهدي أميري على بتصوير المهرجان وبكل تفاني 

كل الشكر للشاب زارا يوسف الذي قام بتصوير المهرجان وبكل هدوء

كتبها : هجار بوتاني




مهرجان شبابيك الأول 2023 ألمانيا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.