ماما ليوم واحد بقلم مروة تركي الجزائر
عبّرتَ لي عن حبك من اول لقاء ! .. لقبتِني بماما مع اول إبتسامة !! شعور بالخزي يتملكني .. أخلفت وعدي بزيارتكم قريبا .. ونكثت عهدي بوصلكم دائما .. تناسيتكم علني أجرب معنى الإستمتاع بالحياة الذي بحثت عنه ولم يجدني .. حاولت تناسي نظراتكم وابتساماتكم ودموع تلك و ضحكات الأخرى .. ، مهما طال التناسي لا سبيل للهروب من الذكريات .. الصورة واضحة كأنني اعيش المشهد مرة أخرى .. " دخلت من الباب المعنون ب الطفولة المسعفة أشتم رائحة التصنع في وجوه المشرفين والمشرفات على إسعاف الطفولة المنكوبة .. كنت برفقة ضمائر منكوبة دفعت بأصحابها تقديم هدايا بائسة للأيادي الصغيرة وطبع قبلات مزيفة على وجوههم البريئة و أوهمتهم أنهم في قمة الإنسانية فكافئوا أنفسهم باللعب و بألعابهم و الإنتشار هنا وهناك لعيش بعض الأجواء الرومخزية برفقة خلانهن وخليلاتهم ..
أتذكر يا ولدي كيف قفزت على ظهري وطالبتني بالجري كأنني حصانك .. ولم أكد أنهي جولة حول الفناء حتى تجمع الكثير من إخوانك وأخواتك ينتظرون الدور .. وعندما سقطت تعلقتم بكتفي وبعنقي وظهري تصرخون ' دوري ماما '. أتذكر يا بنيتي كيف أسررت لي بشأن حلقك الجميل الذي ألبسته لك المربية من أجل قدومنا !! وكيف كنت بغاية السعادة لأن ملابسك نظيفة .. ، إطلعت على يدك من تحت قميصك فتأكدت بأنك على حق أسلوبك بريء لكن فهمي عكس ذلك .. منعت من الدخول لغرفكم بعدما أخبرتني أختكم انها ستخبأ مرآتي االتي قررت أخذها بعدما عبثت بحقيبتي ؛ ستخبأها في سريرها عسى ألا تختلسها احدى أخواتها .. منعت من الإطلاع على ما لا يحق لي الإطلاع عليه ! لكنني إطلعت على ما أدمى قلبي .. أظنها من كبار أخواتكم .. كانت محبوسة كرسي يتحرك بأمر المربيات .. تطل من رأسها شعيرات خجولة خائفة من أن يتم إعدامها مرة أخرى ' ذنبها أنها خلقت لفتاة الكرسي ' كانت فتاة ، برغم من أنها تخلو من علامات الأنوثة إلا أن الأنوثة واضحة جدا في عينها هي عاقلة لكل ما يدور من حولها ، حاورتها عن طريق النظرات المطولة كابحة ببنات عيني المتمردات حاولت ترويض ابتسامة ود ، و حبست ملامح الشفقة .. افسدت تواصلنا تلك المشرفة التي حركت الكرسي ورمقنتي بنظرة مفادها أخرجي ولا تتعدي حدود الفناء .. لكنها تصنعت ابتسامة واخبرتني انها ستدخلها وتمنت لي اوقات طيبة .. بادلتها الابتسامة وعلامة امرك برأسي ..
لكن فتاة الكرسي منحتني شيء ! عينيها البنيتين و نظرتها العميقة .. كلام العيون لا ينسى ... شيء ما جعلها تسكنني ..
نغمات أصواتكم تتراقص على مسامعي ..
تعبت حبيبتي
لااا ماما أريد المزيد
وأناوانا
أناااا
حاظر لكن بالدور
اوك
لكن انا أكثر
مامااااا
ماما أختي اخذت ساعتي
ساعطيك شوكولا بدلها
لاااا أرييد الساااعة ..
ماما إحمليني
ماما ألبسيني العقد
ماماا تعالي أريك
ماماا دعيني اجرب نظاراتك .. وأناا
واناااا وانا
يكفي لقد نعست النظارة لنخبئها في الحقيبة فهي ستنام ..
ماما كوني حصاني
لا هي حصاني أنا ..
وأنا وانا
ماما أستاذك يناديك !! ، دق قلبي هل حقا انتهت الزيارة ؟ كان الوداع حاار مع الأطفال ، حاولت كبح دموعي لكن بناتي كن يبكين وأولادي أيضا .. وعدتهم بزيارتهم قريبا .. وأنني سآتي دائما ... ركبنا الباص وتعرضت لسخرية زملائي وزميلاتي لانني لم أشاركهم ألعابهم ولا أغنياتهم كنت غريبة بينهم .. ، الأمر مخجل فقد كانت الفتاة القوية تبكي وتبكي تبلل المناديل الواحد تلو الآخر .. " تلاشت صورة الفتاة القوية لتحل مكانها صورة الفتاة المثيرة للشفقة " .. ولم يكن ذلك بالامر المهم بين الأشخاص الغير مهمين ..
مرت أربع أو ربما خمس سنوات .. ولا يحق لي حتى أن أخمن كيف أصبحتم الآن ! .. وهل ستتحملون مواجهة هذا العالم الظالم بمفردكم ؟ ..
سأعترف " أنا الأسوء بين زملائي " ف #انا_من_أخلفت_موعدي
ماما ليوم واحد بقلم مروة تركي الجزائر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: