هل سَكَبْتِ الحليب؟ بقلم الأديب و الروائي محمد جميل خضر / الأردن
هل سَكَبْتِ الحليب؟ فأيِّ بركةٍ سيحظى بها، إذاً، كوبُ الحياةِ النضير..
أهذا طيفُكِ الأخّاذ قُرْبَ النافذة؟ أم لعلَّهُ ضوءُ الأَبَد..
من تحملُ صينيةَ الضيافة الباهرة؟ أأنتِ أم قبسٌ من سلالة القمر السعيد..
أعرف أن مجالسةَ صبيةٍ لأُمِّها وأبيها حدثٌ عاديٌّ يتكرَّرُ في اليوم ملايين المرات... لكن ليس أنتِ.. فهناك في غرفة المعيشة في بيتك الحاني.. جلسَ الوالدانِ مع جِنان.. وتبادلوا الحديثَ مع صلاةِ الملائكة..
هل شربت الشاي..؟ يا لمجدِ سيلان.. نَعِسَ القَدَحُ ومالَ سكراناً بارتعاشةِ الرحيق..
أأصابع هذي التي تداعب مفاتيح البيانو؟ كأني أرى عناقيدَ نورٍ ترشُّ الندى وترسمُ لوحةَ الخلود..
لم أسأل الشارعَ الذي عبرتْ فوقه ساقاكِ الطافحتانِ باليقين.. لم يسأله أحدٌ غيري.. جميعُنا نخشى قيثارةَ الجواب وألحانَ الوصف المستحيل..
من قال إن الوسادةَ التي قفزتِ عنها لشؤون يومكِ السرمديّ أصبحت خالية؟ من قال إنها تعاني من أي وحدة..؟ فأنت كما يشفُّ وميضُ ريشِها ما تزالين هناك..
امرأةٌ تجلسُ خَلْفَ مكتبِ الوظيفة.. ولكن يا سيدتي أكلُّ الجلساتِ سَواء..؟ تعالي نسألُ مراجعي دائرةِ عملكِ الذين يتقاطرون كرحلةٍ لا تنتهي...
أقسم أني رأيت ابتسامة الهناء تملأ وجوه بقرات الحظيرة جمعيهن، فأنت من ينحني تحتهن لجلب حليب الفقراء.. أنت هناك تسعدين الكائنات.. وعشاقكِ صابرون ينتظرون.. ينتحبون
هل سَكَبْتِ الحليب؟ بقلم الأديب و الروائي محمد جميل خضر / الأردن
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
18 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: