راقني ذاتَ مرة ..بسمة أمير / سوريا

 راقني ذاتَ مرة 

أن اكون شجرةً فاخترتُ الوقوف 

على كتف الطريق 

صارَ ظلي مقصداً و مأوى للمارة 

والعابرين يخلعون عليه تعبَهم 

ويأخذون قسطاً من راحتي 

ويرحلون 


لم أشأ أن أمنعَ عنهم الكلام 

فباحوا بأسرارهم  

وحدّثوني عن هموهم وأحزانهم 

فتملكتني حيرةٌ ودهشة 

لنضوج حزني قبل الأوان 


ورحتُ أحشو جذعي 

أسراراً وصمتاٌ وبكاء 

حتى شحٰبتْ أوراقي وتدلّتْ 

من أغصانيّ الدموع 


وبتُ أخشى من فأسِ حطّاب 

تهشّم بقسوتها عروقي 

فيسيلُ نهرُ الحزن بداخلي 

وتطفو أسرار من عبروني فوقه كأسماك 

عملاقة تلتهم ما تبقى لي من قُبلٍ تناثرت

من أحاديث عشّاق 

كان لهم في ظلّيّ بعضُ النصيب 




 

.

راقني ذاتَ مرة ..بسمة أمير / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 31 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.