فوز الحمار..قصة قصيرة بقلم أحمد اسماعيل /سوريا

 فوز الحمار


الْبَردُ الشَّدِيدُ يُحْمَلُ مَعَ صَفِير الرِّيَاح مَعنَى الارتعاشة لِلزَّوْجَيْن اللَّذَيْن حَضَّرا نفسيهما بِكَثِيرٍ مِنْ التَّفَاؤُلِ للانغماس بِنَوْم يُزِيل عَنْ جسديهما التَّفْكِير بِإِيقَاع الْجَسَد خَارِج اللِّحَاف و البطَّانية . 

فَجأَة يَنْهَقُ الْحِمَارُ بِأَعلَى صَوْتِهِ و كَأَنَّه يَسُبُّهُمَا ، يَا قَلِيلَي  الذَّوق كَيْف يَطِيب لَكُمَا أن تتركاني بِلَا عَشَاءٍ و أَنَا مِنْ يحملكما عَلَى كُفُوفِ الرَّاحَة ، 

وَخَزَ الضَّمِير إحسَاس الزَّوْجَيْن لَكِن دَاء التَّنبلة كَان يَلْبسُهُمَا ، فَمَا الْعَمَل ؟ 

فكر الِاثْنَان طَوِيلًا مَعَاً حَتَّى تَوَصَّلَا لِلْحِلّ، 

اتَّفَقَا بَعدَ جِدَال طَوِيل أَن يَلْتَزِمَا الصَّمْت و أَوَّل شَخْصٍ بَيْنَهُمَا يَتَكَلَّم يُطعِمُ الْحِمَار ، 

بِدَأا الصَّمْتِ مستنفرين كُلّ حواسهما ، و الْحِمَار يَعلُو نهيقه آمِلَا....................... أَنْ يَجرِيَ الدَّمُ فِي قَلبهمَا و لَو لِلَحظَة ، 

هَذَا النهيق الْعَالِي أثَار انْتِبَاه اللِّصّ وَاَلَّذِي لَمْ يُفَوِّتْ الْفُرصَة، فَالدَّار فَارِغَة و السَّرِقَة سَتَكُون سَهْلَة و بِدُون تعقيدات ، 

كَان اللِّصّ يَأْخُذُ مَا خَفَّ وَزْنُه و وَارْتَفَعَت قِيمَتُه ، وَأَصوَات الْأَشْيَاءِ الَّتِي يَرفَعُهَا و يُنْزِلُهَا و يُحْتَفَظُ بِهَا أَوْ يَرمِيهَا تُجعَل الدَّبّ يُفِيقُ مِنْ سُبَاتِهِ ، 

لَكِن الزَّوْجَان كَانَ يَنْظُرُ كُلُّ مِنْهُمَا لِلْآخَرِ و يَنْتَظِرُ أَنْ يَغْلَط و يَحكِي هَمْسَة ، 

أَنْهَى اللِّصّ الْمُهِمَّة وَحُمِلَ مَا تَيَسَّرَ لَهُ،  دون المرور على غرفة الزوجين، فهو يسن أسنانه للعودة في الغد، مع همة أعلى، عسى الجو يكون أكثر دفئا،  أَغْلَقَ بَابَ الْبَيتِ بِكُلِّ مَا أُوتِيَ مِنْ قُوَّةِ لِيَتَأَكَّدَ مِنْ إِغْلاقِه ، حِينِهَا انْفَجَرَت الزَّوْجَة غَيْظَاً وَقَالَتْ يَا حِمَاااااااااار هُنَاك لِصٌّ فِي الْبَيْتِ ، قَام الزَّوْجِ عَلَى أربعته، و رَاحَ يُصَفِّقُ راقِصاً و ضَاحِكًا و هُوَ يَقُولُ : ههههههههه ستطعمين الحمااااااار .


بقلمي  أحمد اسماعيل  / سوريا



فوز الحمار..قصة قصيرة بقلم أحمد اسماعيل /سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 31 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.