قصيدة سجع نص و إلقاء هيثم الأمين/ تونس
سجع
ــــــــ
أحبّك...
أحبّك لأنّ كلّ النّساء سجعٌ
و أنتِ، وحدكِ، تمام القصيدة
و لأنّي، منذ ربع قرن، أحلمُ..
أن أصير شاعرا
و أن تُربّيني، أسراب نحلٍ، على نهديها، قصيدة.
أحبّك لأنّي، في الشّعر، زير نساءْ
و أنت امرأة
بنكهة القمح و بنكهة البنّ و الياسمين
و بنكهة البلل، بنكهة العشب النديّ،
بنكهة العصافير و البحر و السّماء
و بنكهة الضّوء البعيد
و بنكهة الأطفال حين يضحكون
و بنكهات كلّ النّساء و أكثرْ...
يا طفلة يفوح، من تحت ابطيها، الحبقْ
و حقول السّكّر تحت سرّتها؛ أحبّك..
يا امرأة ينام السّكارى، عراة، على قارعة شفتيها
و تخفي جرّتيْ عسل في حمّالة الصّدرْ
كم عمرا يلزمني لأصير مرآتك
و لتصيري عصفورتي الصّغيرة التي تحلّق في رعشتي؟ !
أحبّكِ... مليون مرّة سأكرّرها
فقوليها مرّة واحدة: أحبّكَ
لأصير شاعرا تعلّمه السّحر، على نهديها، قصيدة...
أنا، يا سيّدتي،
مازلت أشرب النبيذ لأسكر/ أنسى
و مازلت أصنع، من نزق خيالي، نساء عاريات
ثمّ أطعمهنّ لأصابعي
لأكتب السّجع و أشباه القصائد
فمتى سأفتح دفّتي وجهي لأطلّ عليك
و متى ستعلّمينني كيف يكون النّبيذ نقشا لمفرداتك على جدران ذاكرتي
و متى ستكتبين جلدي على صفحات أنوثتك
لأكتب قصيدة واحدة تنصّبني شاعرا؟ !!
أحبّك... لا يحتاج الأمر إلى تأويل
و لكن
كيف لرجل عاديّ جدّا، مثلي
أن يقنع امرأة سماءً، أنتِ
أنّه، دون جناحين، فيها، يطير؟ !
كيف لرجل بعيد جدّا، مثلي
أن يقنع امرأة شاسعة، كأنتِ
أنّ كلّ قطاراته معطّلة
و أنّه يحبّك خارج اللّقاءات
و خارج علب الشكولاتة و باقات الورد
و كيف أقنعك
أنّي حوض سباحة
متى ناديتني حبيبي
كلّ بحور الأرض و أشسع... أصير؟
مازلتُ أكتب السّجع و أشباه القصائد
فمتى أقرؤك سطرا، سطرا
فأصير، لأنوثتك، كتب تفاسير؟
فقد مللت السّجع، يا سيّدتي
و أحلم بأن أصير شاعرا،
فيك،
دون جناحين، يطير...
ليست هناك تعليقات: