لم تكن ولادتي عسيرة ...عهد عقيل / سوريا
لم تكن ولادتي عسيرة
ولم أكن وحيدا
تلكَ الليلة...
تقول أمّي ورغم آلام الولادة
إنها لم تشعر بأي ألمٍ
يوم ولادتي..
على العكس تمامًا ..
وكان الجميع يُهلّل
ويضحك بقدومي..
الأهل الأقارب الجيران
من كُلّ حدبٍ وصوب
يلتفونَ حولَ أمّي
أصوات ضحكاتهم
تكادُ تصل عِنانَ السماء
إلى أن جاءَ أبي..
رحِمهُ الله ، وحملني
بينَ راحتيه ..
كَبّرَ في أذني سبع مرات
وتشهّد في الأخرى
سبع مرات ،
وطبعَ قُبلةً على جبيني..
،كُلّ صباح أتَحَسّسها..
تقول القابلة عندما أعادني أبي
لحضنِ أمّي..
رَأتْ خيط وصلٍ
من نور لم يلحظهُ أحد
وكأنّه نورٌ إلهيٌ..
بينما جدّتي أخبرتني
بأنّها كانت ليلة هادئة جدا
وبارده حيثُ الثلج كان
يغطي أسطحَ قريتي
مزرابُ سطح بيتنا
يَعزفُ لحنَ الغيم للأرض
نُجومُ السماء تتراقصُ فرحًا
والبدرُ في أبهى حلّته..
لاأعلم إن كانَ هذا الأمر
فرحًا بِقدومي ..
أم هدوء يسبقُ عاصفة حزنٍ..
إنّ كُل ماأعلمهُ وماجمعتهُ من
أخبار تلكَ الليلة...
انّها لم تكن ولادتي عسيرة
ولم أكن وحيدًا ..!
منذُ تلكَ الليلة وأنا أتعثّر
ولهيبُ الوحدة يلسعني .
ليست هناك تعليقات: