كامل الشّغف بقلم مصطفى الحناني المغرب


تعالي
بكامل الشغف فيك
هنا ..!
على طاولة مستديرة الثلب
قنينة ماء ، وكأسان
واحدة لي ، ملآى بكِ
والثانية لكِ ، تنتظر وصولك إليّ
ثلاثة كراسي
واحدٌ ،
لكِ أملأه بأناي
والثاني ،
يملأني كثرةَ بحضوركِ فيّ
والثالث ،
لا يملأه أحد سواك
وزمن طويل الإنتظار
الزمن ريح صرصر
تمحو جاهدة كل خطواتي إليكِ
ويلملم جوانحه كُسُورا في حقائبي
حقائبي
سفر مرئيٌّ على ذيل شفاهها
ورعشة فيهما
تتدلى كأحلاميَ المنتهاة
هناك
في الحديقة رجل هائم بين الظل والظلّ
يسنده طيف امرأة
على هوادج القوافل ،
راحلة
و في مفرق رأسها ، مريرة بيضاء
كبروق الغفلة ، في سماء رأسي
وخيوط بيان الدجى ، في (زبزاط)"١"
رجلٌ ،
شاردٌ ،
حالمٌ ،
هائمٌ ،
مائلٌ ،
راحلٌ ،
كغيمات الجنوب ،
تصفّف جدائل النخيلات
وترحل مع مقصّ الريح
هنا
في الحديقة رجل حائر بين الظنّ والظّن
يسند رأس الإثم على راحة كف الغفران
يبسمل ،
يحمدلُ ،
يهيلل ،
يحوقل
و الحوقلة ...!
خطيئة الغفران ، تتمدد على نهدها
و أنا المتشرد
بين اللاسكن فيك ،
والسكن فيك ، خوالج الرّوح
خمسون عاما ،
وأربعة شهور ،
وستَّة أيام ...
وأنا ، السّاكن نهدًا ،
من دون سقفٍ ، ولا باب
كم ...؟
كان الشتاء باردا في غيابك ..
وكم ...؟!
كنتُ ،
أتلحّفُ ..
بقايا الكلام المثقوب في قلوب العاشقين
أُرَمّمُ
بقايا كلام نديٍّ ، من حبر لعاب وسادتي
وسادة ملآى بريش العصافير
اطارها مهشّم ،
كضلوعي ، المنكسرة طولاً وعرضًا
في الحديقة
رجل وحيد يشبهني
يستند على رأس الظل
كمحارب قديم
يغيّر صوت الرصاص
من جبهة إلى أخرى
يدندن في صمت متقطع :
"جيفارا مات "٢"
جيفارا مات
اخر خبر ف الراديوهات
و ف الكنايس
والجوامع
و ف الحواري
و الشوارع
و ع القهاوي وع البارات
جيفارا مات
جيفارا مات ..."
مات الآن ، وأنت تمدين صوبي ...
الكتاب ، ورعشة يدك الباردة..
وبيننا الوقت ،
منشار كهربائي حادٌّ
يقَطع أوصال الكمان
يا خوالجي اطلقي عنان الوتر ...
إذ ،
تدغدغ روح الليمون في حلق الحمام
وأنت تقولين :
خذْ كتابي بيمينك ياسمينة ...!
واقرأه بيسراك ليشيع الخير كل المدينة
كفاك مني ، الآن في عشقي حسيبا ورقيبا....
وخذْ ..
زندي إليك بقوة البرهان
ولا تتقاعس ، أيها الحبيب
دعك من القاعدين ، والرقيب
ارشف مني ، واحدة منفردة ،
ومنك سأرشفُ
المثنى ، والثلاث ، والرباع
ولن أترك من عباب يم فمكَ
ما يشتهى و يلعق و يطاع
لو كنت طفلي ...؟!
لكسرت قاعدة في الفطام
وأطعمتك شهد نهدي وحلواه
لتكون لي ...
ولي مدى الحياة
مدى الحياة
أنتَ ، لا سواكَ الحياااااااااااة ...
..
كامل الشّغف بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 07 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.