حمراء ، سأعيش بقلم فوزية أوزدمير سوريا


قال القدر : بيضاء ستعيشين ، 
أو حمراء ستموتين .. !
لكن قلبي ، قرّر :  .
حمراء ، سأعيش
ضيقٌ مداري وحلقة أفكاري 
تدور حول إصبعي 
ناءٍ ، وصامت هو ، عالمي البهيج 
حينما كنت طفلة رأيت البحر :
كان أزرق 
ورأيت السماء
زرقاء كانت 
وفي أحلامي رأيت أمّي :
كانت صبية بملابسٍ بيضاء
بين ذراعيّ حبيبي 
ورأيت والدي يلصق نجمة لامعة على جبهتي 
وتركني أرتجف من الدموع 
في جزيرة تدعى الشتاء 
أوشكت أنْ ألمسه 
ولم يكن ثمّة ما بيني وبينه
سوى غلالة زرقاء 
وفي صبايّ صادفت وردة :
حمراء كانت 
الحبّ أكثر عاطفية من أن تقال 
لكنها الكلمة الوحيدة 
التي لم أخلعها عنّي كما أخلع ملابسي 
هنا حول الطاولات الماهونية
بين العصاري 
أنظر ، الجمجمة المائية 
إله يلعق الأزقة 
بينما السم يسري 
تهاديت حدّ حافة النافذة 
نحو فضاءات حبلى
ربما أحبك
ربما لم أحببك 
لا أفكّر في هكذا مساومات 
منذ زمن بعيد
فمي ما عاد جديراً بالقبلات 
وفي الليلة الظلماء 
ناجيت ربي : 
حمراء وبيضاء 
كانت هي العذراء 
عندما أقبل الفارس 
على صهوة الصهباء 
اليوم يجلس بقربي أحد الغرباء :
إنّه بلا لون ،
ولست خائفة منه 
لكن ، لديّ سحنات داكنة تحت عينيّ .
حمراء ، سأعيش بقلم فوزية أوزدمير سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.