أيها المساءُ الكئيب بقلم مر يم جنجلو لبنان
أنتظرُ غياب الشمس لأخرجَ إلى الشارع
أمشي وأسحقُ بحذائي
صراصيرَ وأوراقَ شجرٍ لا يحزنُ عليها أحد
أيها المساء الكئيب
إبحث لي بين الشرفات
عن أغنية تافهة أرددها وأنا أجمع اللّافندر
لأزيّن به كرسيّي الهزّاز الأبيض
وأتركَه يرتجف بردًا
أمام نافذتي القرميدية المشرعة
ريثما تكونُ قد أتيتَ ثانية.
أيها المساء الكئيب
إجمعْ لي من مداخل البنايات القديمة
قُبَل الحب المسروقة
خلفَ خزانات المياه الصدئة
أعلّقها نجومًا على سقف غرفتي
وَأحلمُ أن أكون أيّ شيءٍ
لينظرَ أحدُهُمْ إليّ
ساعة حائط، مرآة مصعد، لوحة تجارية في مطعم فخم
قطّة رجلها مكسورة تعبرُ أمامهُ الشارع
أريدُه أن يحدثَ لي مثل صدفة، حرقٍ منزلي
أو حتى فألٍ سيّئ
أيها المساء الكئيب
لا تغرِ المنتحرين بالنّوم
لا تدعهم يُلقونَ بأنفسِهم مِن فوق
قبل أن يُرسلوا لي في طردٍ بريديٍّ
أظافرهم وَشعورَهم
بكل ألوانها الطبيعية والاصطناعية
سوف أصنعُ منها ستارة للنافذة القرميدية
وأنامَ حتى تكفَّ عن المجيء
أيها المساءُ الكئيب.
أيها المساءُ الكئيب بقلم مر يم جنجلو لبنان
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
13 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: