موت أخي وجنازات أخرى بقلم صفية العايش ليبيا

روح محجوزة في الزاوية
وجثمان أخي
في زاوية أخرى

في الخريف ماتْ
لقد سقط من الشجرة
ككل الأوراق الأخرى

كان قد بدأ يذبل منذ سنين
ولم نكن نعرف ذلك

هكذا تسير الأمور في الغالب
انك لا تدرك شيئا
حتى تحين النهاية

تراتيلٌ مُقدسة
من فم يكابرْ
فم من شدة الترتيل صار مِعوَجاًّ

وأم تضرب خديها بقوة
كأنها تنافس في حزنها
أمًا أخرى

وأناس كثر يصطفون ويجلسون
في كل زوايا المنزل،
جُلهم يتحدثون عن الأكل،
وعن الذهاب إلى عرس يقام غداً
في الشارع المجاور

النساء متبرجات
كأن اليوم
هو يوم زفافهن المنشود

الفطير والشاي
توزع من السابعة صباحا
إلى الواحدة ليلا

وكل أخت لكل ميْت
تشعر بتحسن تامْ
لأن الموت
يسرق الإخوة جميعًا !