احتضار الساعات بقلم نسرين المسعودي تونس




ماعدتُ احتاج عناق الساعة بمعصمي
لأحدّد وقت الرجوع إليّ
كبرتُ أميّ
لا حاجة لخوفك عليّ
لن يغتصبني منحرف يستره الظلام يا أمّي
الحزن وحده من يضاجعني برغبتي ورضاي
الرصيف خال من الوحوش يا اميّ
وحدها الخيبات تفترسني على هوامش القدر
لا تدقي معصمي بساعة يا امّي
لا تثبتي نواقيز لتذكّرني بالمواعيد
سيعزف قلبي
لحنه المفضّل
كلّ لقاء و كلّ نسيّ منسيّ
لا تهتميّ اميّ لذلك
يمكنني ان أنثر كليّ حيثُ أكون
ثمّ أرجع
فأجدني هناك أنتظرني
لن يضيع شيء منيّ
انهمرٌ حيث أقف و اخصبٌ
أنسكب حيث أتوه و ازرعٌ
يفوح عطري ويدّلني عليّ
طريق الرجوع سيقف أمام الباب يعتذرٌ
لا احتاج ان ادوّن شيئا يا امّي لأعرفني
كبرتٌ
و تعبت من نحت تفاصيلي
ازدحمتٌ بصدى صوتي و خطواتي
لاأحتاج ساعة بمعصمي
تعلمتٌ كيف
أرتّق جراحي على مقاس السنين
لتدقّ كلّ ثانية نوتة بنبضي
تعلمتُ كيف
أرسم الاشباح على الجدران بمداد اليوم و الحنين
أظلّل قتامة الفراغ
اصطنع وقتا جديدا بعقارب حواسي
لا احتاج تذكيرا للمواعيد
مكتظة أنا بالاصدقاء
وحيدة لا رفقة لي
زمنك وحدك رفيق ملازم لطفلتي
و خطواتي
و تجاعيد قلبي
ها انا بركني المسيّج
أكرّر كل الساعات
أدور حول نفسي
أكرّرني دون إعياء دون ملل
شعري القصير لا يطول
توقف حيث قصصته اخر مرّة
وعاقبتني اخر مرّة
و سقطت مني ضفيرتي
لا ينسدل فوق اكتافي
غير ظل التعب يا أمّي
الوقت قادر ان يتحنّط
أن يتصلّب
و يقبض بالثلج دمي
الوجع وحده يا أميّ يطوي السنين
و يدقّ اجراس الموت على الشذى
الفصول وحدها يا امّي
تلدٌ و تجهض
لا احتاج ساعة باهظة الثمن
رخيصة العمر
تخنق معصمي
تذكرّني احتضار الساعات
احتضار الساعات بقلم نسرين المسعودي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 03 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.