هذا الذي يعتصر قلبي ......بقلم فوزية أوزدمير/ سوريا
هل أقبض على هذا الذي يعتصر قلبي
ولا أجد له إسما
أو وصفا
أو ذريعة .. ?!
وأنا أستمع لسيمفونية موتسارت ليكريموسا ، عبر عين متأملة في ذاتها أولاً ، وفي الأشياء حولها تلتزم بالمباركة ، إما أن تكون ذاتية أو متعدية !
قد تكون من خلال عين صغيرة ثالثة حول الأسود المقدس داخل الذات الهائمة ، تتأمل كوناً هائلاً بعمرٍ سرمدي ، لا يمكن الإحاطة به مطلقاً ، رغم كلّ التأملات ومحاولة الغوص في زمنٍ يتكسر !
هناك لحظات قد يكون فيها الانتظار ؟
قد يكون لحركة العقل المفكر الذي يجدّ سّر الوجود ما زال يثير شيئاً من الدهشةِ المريرة التي يجدّ المتأمل حلاوة لا توصف ، أشبه بصوفية درويش حيرى ..
لقد كانت فراشة بيضاء ما بين خمري .. شقوتي ومذلتي على بحر السكون سحابه البوار تدفقا ، رعشة بالروح نعشاً فلقا !
متوضئاً يهذي طاولت حلقاتها وركابي قد أخفقا
وصلاتي في التمادي أغرقا سجادة الخضر وعفاف مريم ومسبحتي أهرقا طقوس غثاء خبز في دنان الخمر في فجور عتقا
يا لغبائي وثملي الذي بات متوتراً بدون جواز سفر ، وذلك المبشر الذي يكفر عن ذنوبه !
تجربة تقلقني
رواية الذاكرة
ربما بمعناها الكلاسيكي رواية ذكريات غير موجودة .. ربما!
ربما وجدتُ فيها نفسي ؟
هذا ليس صحيحاً ؟
فأنا مقموع في كلّ الأحوال ،أنهم لا يدركون أن الموتى لديهم نفس الجلد ، وتقتل كل قبيح
وأود أن لا يموت مئات من السوناتات ، شيء مغلق على ذاته ،شيء نهائي وكرونولوجي ، بالنهاية حساب الأنتلجنسيا ، وهي شريحة اجتماعية قريبة من فئة الموظفين صغار الكسبة المسحوقين للقمع الشمولي ، والعجوز الشمطاء التي نسيت أن تضحك ببلاهةٍ اعتادتها حسب اللغة التي تفهمها !
آه ه ه ه ه ٍ ياااااااااا سّر العارفين .. !
هو الخط الفاصل بين الحياة والموت ، وبين الليل والنهار ، وبين كلّ الأشياء التي تحيط بنا ، اللعنة على الحرب هكذا صرخت بصمتها أمّي !
من مشاهدة جندي مقتول قسوة ، قرب شجرة بلوط محروقة
لقد كانت هذه الشجرة أثر جناح الفراشة ، وطائر رائع بجناح مكسور ، وطفلة تحمل بيسارها دمية ،تمثل الفضيلة والأنا
قد يفسر وجودها القلق ، وتشق ابتسامة رضا طريقها في وجهها ، العمق الفلسفي للحرب والعمق البصري من الدلالات المذهلة في زمن الانفجار العظيم ووحيدات الخلية والنباتات السرخسيّة ومن تأمل ذاتي للذات
لماذا شوهوا وجه الأرض ؟
مسارات الزمن الثلاثة .. ماضي الماضي .. ماضي حاضر .. حاضر وكذلك المستقبل ذي نسق ثابت ، حيث الفضاء المفتوح والبيوت ذات النوافذ المشرعة والباحات الواسعة والأشجار المعمرة ، والجيران الذين يحيون بعضهم ويلتقون بمودة أيام الأعياد والمناسبات
ما هو المضمون الفكري للحرب ، للدمار الجسدي والنفس ، للولادة من الخاصرة ، أمّي لماذا لا تكفين عن الأسئلة !
قد تضربني صوامع الروح في قتالِ الريح للروح ، حيث الحرب تطلق رصاصتها الأولى ، فتتحول إلى غولٍ لا يرحم يستحق كلّ شيء ..
الحّب ..
العاطفة والحلم ..
الأخضر واليابس ، والوجوه الهاربة من الموت .. إلى الموت .. !
طفولة مترعة بالتجربة ، التماهي مع كلّ شيء ولا شيء ، الغرق في عرق تفاصيلها ، الأطفال الذين ساطتهم الشمس بأشعتها !
جروح القدم والطين العالق بالأجساد والأعشاب الصغيرة في الشعر وعلى الكتفين
ومن خلال شجرة البلوط نمواً مطرداً بينها وبين الأطفال الذين يمتلئ الفضاء بصراخهم وشقاوتهم البريئة في نوع من الحلول الذي نجده مطروقاً بكثرة عند المتصوفة والغنوصيين ، دمج الطين الذي زرعته فيه الشجرة ويد الطفل الصغيرة ، كنوعٍ من المشاركة الكونية !
هل هي حكاية افتراضية بين عاشقين ، حين تنتهي الكل يذهب في اتجاه معاكس ؟
أم هي حكاية افتراضية لمجموعة من الجنود الذين انهكتهم الحرب وويلاتها من أجل البقاء على الحياة
لا شيء يفكر به جميع الجنود إلا البقاء أحياء !
وأنا وحبيبتي .. الفضيلة والأنا !
كيف لي أن أصنع أوديسا أخرى على غرار عمر الخامسة والعشرين ؟
قد ينطق بالهذيان وقد غابت الشطآن على منعطفاتِ الانتظار ، فسلام ثم سلام !
كيف لهم الوصول إلى تلك المعادلة الصعبةعلى مساحة معكوسة أشبه برقعة شطرنج ..
أبيض .. أسود .. كش ملك !
ثمة ساحة وفارس .. قلعة وبيدق ، والنيران تنهمر عليهم مثل المطر في شتاءٍ لا يرحم .
*
* الأسود المقدس : هو قديس مسيحي ناسك وراهب قبطي مصري ، تعتبر سيرته من أشهر سير التوبة في تأمله للدين ويلقب بالقديس القوي المتأمل
هذا الذي يعتصر قلبي ......بقلم فوزية أوزدمير/ سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
10 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: