عاشقٌ من دِمَشق ..نازك مسُّوح/ سوريا
عاشقٌ من دِمَشق
_____________
في غاباتِ الانتظارِ الموحشةِ
تاهَت أحلامُ ياسمينِ الشَّامِ الفتيّْ.
ما أصعبَ سعيَهُ المحمومَ
خلفَ فراشاتِ مرادِهْ!
إلى متى سينزفُ عطرُهْ؟
وإِنْ نفذَ صبرُ أغصانِهْ،
ما مصيرُ زهورِه الذابلةْ؟
بابتسامةٍ ماكرةٍ صفراءَ
استهلَّ لقاءَهُما الأوَّلَ جوازُ السَّفرِ،
يالَهُ من أنيقٍ جذَّابْ!
وكم تقطرُ مهابةً بزَّتُهُ السّوداءْ!
لا بلْ كم تتحلَّبُ لضمِّهِ عقولٌ وقلوبْ!
ثمّةَ أنهرُ منَ السحرِ،
تتفجَّرُ ينابيعُها
بينَ أَذرعهِ الورقيَّةِ البيضاءْ.
ما أشدَّ سطوتَهْ!
ولمَ لا ؟
ألم يَهبِ القابضَ على دفَّتيهِ
جناحين ليطيرْ؟
وهل التحليقُ معهُ محضُ متعةٍ،
أم أنّهُ سفينةُ النجاةْ؟
سفينةٌ استقطبَتِ الأفئدةْ،
وكُرِّسَت لإنقاذِ بقايا النَّزعْ.
هناك في سوقِ ( الخجا )
تجوَّلَ الياسمينُ متخبِّطاً
في شَرَكِ المشاعرِ المتناقضةْ،
ليسَ سعيداً،ولا حزيناً
لم يكنْ مُسيَّراً، ولا مُخيَّراً
كثيراً كثيراً بحثَ عن حقيبةٍ،
تتَّسعُ لذكرياتِهْ،طموحاتهْ،
وبعضٍ من ثرى شآمِهْ،
لكنَّ الخيبةَ اِستلَّت سيفَها
في وجهِ مراميهِ الحَثيثةْ،
اغتصبَت آخرَ أمانيه
موعزةً لهُ أنْ:
امضِ بحقيبتِكَ المتخمةِ بالحسرةْ،
شيِّع بنظراتِكَ الزائغةِ آمالاً
تتلاشى كثوبِ دخانْ،
ولتضربْ في أصقاعِ المعمورةْ
ولا تنسَ أنَّك إنسانْ.
نازك مسُّوح
ليست هناك تعليقات: