ربَّما لن نجد الشِّعر ...راما وهبة / سوريا
ربَّما لن نجد الشِّعر
كما يفعل الأطفال حين يتبادلون الحياة بالنظر
ولن نكسر عادة اللَّاجدوى
كما يستمر الفقراء في إحصاء العالم
برئات مخذولة
لكنَّ مرشَّات العشب صباحاً
ستذكِّرك برائحة ركبتين محنيَّتين
قد تقول أشياء لا معنى لها:
مثل "حبَّات الزَّبيب في خبز دافئ أشهى من أن تؤكل
وأعمدة الإنارة لا تيأس من الوقت"
قد أبكي بلا سبب أيضاً
لأنَّ الأجراس في متاهة الأرض تنتظرك بالطَّريقة نفسها
هكذا أغمض عينيَّ وأتخيَّل
الأثر اللَّاذع لطعم كأس من الكونياك
النَّوافذ المفتوحة على رقصة جين كيلي تحت المطر
الكلمة التي قد تقولها عندما تعرف الحبَّ
وكثافة الهواء حينها
هكذا ببساطة أغمض عينيَّ وأتخيَّل
كيف يكون لرائحة القرفة أبعاد النَّشوة الأولى
كيف ينحني القمر ليضيء الموت على الأجساد
وينام على الجوع زاهداً
كيف تعدّل الريح خطوتها
كما تغيب الشِّفاه في الشِّفاه
وكيف أنَّ طرقاً خفيفاً على حافة كأس زجاجيَّة
قد تستعيد من العالم متعة الفراغ
ربَّما لن نجد الشِّعر
كما يرتفع الشِّتاء عن سطح مهجور
أو نتبادل الأفكار بوضوح وثقة
كما يتبوَّل المشرَّدون على أرصفة البغاء ليلاً
وفي الصباح يكنسها المصلُّون
لكنَّني أغمض عينيَّ وأتخيَّل
أنَّ مرشَّات العشب صباحاً
ستذكِّرك برائحة ركبتي المحنيَّتين
ليست هناك تعليقات: