لو أطال اللّه في عمري بقلم محمود طارقي تونس


لو أطال اللّه في عمري
فسأغادر سريري
وأتمدّد بجانبه على الأرض
لأتأمّله بلا "محمود طارقي"
قبل أن أنام...
وعندما أشمّ رائحة الماء في الهواء
سأكتب اسمي بقطعة فحم على جدار بيتي
حتى أتأمّله وهو يسيل مع المطر
ثم يزول...
سأتدرّب جيّدا على الزّوال
ولكنّي سأحافظ على بعض عاداتي دائما:
كأن أجفّف شعري تحت الشّمس بعد الاستحمام،
وأحلق لحيتي مرّة كل شهرين،
وأدندن بعض الألحان وأنا أبول،
وأقبّل صورة المرأة التي أعلّقها على جدار غرفتي قبل الخروج...
وعندما أمرّ أمام عتبات البيوت التي كبرت معها
حتّى تفرّعت الشّروخ داخل جدرانها كشجرة للعدم
فأغلقت أبوابها،
سأفترض أنّها مفتوحة في الجهة الأخرى من العالم
حيث سأذهب...
كنت دائما هنا
ولكنّي لم أكن يوما أنا
فحتى صورتي التي حملتها سنتين داخل محفظتي
لم أشعر أنّها تشبهني
إلّا عندما سقطت مني وضاعت...
في حياة أقصر من أن تعاش كالتي نعيشها
على الأرجح أني سأكمل آخر أيّامي في المستشفى
بداء في الصّدر وعلب دواء على الطّاولة،
ولكنّي سأدّخر بعض القوّة دائما
لأصفع الممرّضة على مؤخّرتها
وأقول لها: "عذرا، فقد كانت آخر شيء أحببته".
لو أطال اللّه في عمري بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.