أذرع قصيرة بقلم منى محمد سوريا

وستعرف بأن الأذرع التي تدلت من السماء جميعها قصيرة
ستقفز كثيراً لتلتقط يد
ستحاول التعلق بأصبع متين ،ثم تتخيل بأنه يرفعك ويجمع أجزائك المبعثرة
بعد ذلك ستفتح عينيك على تلاشيك الجديد
ستتعب
وتجلس على حافة كونك الغباري
وتسعل طاقاتك وآمالك كلها

أنت تدرك تماماً بأن هذا الفراغ لن يحتضنك
حتى لو حاولت أن ترمي داخله كل أجسادك الممكنة
وقلوبك النابضة، و كل مساحات حزنك وأفراحك
لن يكفيك هذا الدوران المزدحم بالأفواه المستغيثة

الزوبعة ... أنت داخلها ...
هذا الصوت صوتك
وهذا الوجه وجهك
وهذه الأيدي نبتت من أحلامك المشتهاة
لن ترى انعكاسك في المرآة بعد هذا الشتات
الآن ...
أنت المرآة ....
حاول أن تجمع ماحفظته من الوجوه والكلمات
...........

منذ ثلاثة عقود صامتة لم أعرف فيها التمييز بين بداية الحب ونهايته
داخل القارب أم داخل المياه
هل هذا غرق أم نجاة ؟
أمشي في حديقته وأتعثر بفستان حزني الطويل
منذ البداية حتى النهاية
بعد النهاية
وقبل الحكاية
أتعثر...
ربما لا أملك الألوان المناسبة كي أكمل رسم قلبي داخل لوحة القصص السعيدة
أو لعل ملامحي رمادية
ترفضني اللوحات المبتهجة بالضحكات!

هذا لو افترضنا أن الحب ينتمي إلى فصيلة الربيع الدائم

.....

بعد ذلك ستعرف بأن عمود الإنارة الواقف في شارعك
لم يعد ثابتاً، إنه يتمايل مع الريح ومع الصراخ
لا تتمسك به
تجاهله، إنك أكثر قوة منه /غالباً
لذلك لاتستغرب إذا تشبثت بك الأعمدة ذات عاصفة