قراءة بقلم الشاعر و الناقد أحمد إسماعيل في نص لا تبتسم للشاعرة نسرين المسعودي تونس
🌹قراءة في نص #لا #تبتسم
للشاعرة المبدعة #نسرين #المسعودي
حين تتناغم الفكرة مع جمال التصوير نحلق في أبعاد اللحن الذي تعرضه إيقاعات الكلمة و تسخيرها للتضاد ليصنع من البيان سحرا لا ينفك عنه القارئ
حقيقة النص مليء بالشاعرية و الشغف و الجنون إضافة إلى الدهشة التي أخذت عطرها من الانزياحات
النص قائم على ومضات شاعرية سلسة بعيدة عن الضبابية و هي تناسب هذا النمط الشاعري
و هذه الومضات جعلت من تسلسلها و ترابطها عقدا دراميا فريدا ببريقه
فكل صورة مشهد بحد ذاته
فالشاعرة المبدعة تبدأ النص و هي تسأل نفسها
كيف أتيم بك و أنت أعمى و هنا العمى ليس إلا مجازا فهي تقصد أنه لا يبصر كل إيحاءاتها و جنونها به
هو فقط يحس باوجاعها يواسيها كأخ
وهي لاتريد منه ذلك
هي تريد أن يمتلأ شغفا بها
لذلك الحالة تتطور عندها فتصبح ردات فعل من تحب كمن يرشقها بالماء البارد ليوقظها متألمة من ذلك الحلم
وتؤكد على ذلك
حين تفصح أن لحظات الوحدة التي تعيشها هي مأساة طويلة إن لم يكن فيها طيفه
في المقطع الذي يليه
تضع الشاعرة نفسها مكان من تحب
لترفع من وتيرة الإحساس و الإيقاع في النص
فهي تبحث في حوارها انصافا لحبها
هذا الحب الذي شبهته بأنه سم تتجرعه
و هذا الحال لم تكن لترضاه
لذلك تتابع الشاعرة في المقطع الذي يليه الأسئلة
وتترك باب الإجابة معلقا
وذلك لعدة أسباب
اهمها أنها تعيش الحوار مع نفسها
او لأنها تركت الإجابة للزمن
أو لتترك خيال القارئ يسرح في الإجابة كما لو أنه مكانها
في المقطع الأخير ترسم الشاعرة حالة رضوخها التام لهذا العشق و عدم رغبتها بالابتعاد عنه فهي تتنفس الحياة به
وهي هنا صنعت القفلة من لب البداية
لتقول أنه حوار دائري يعيدنا لنقطة البداية
أنا مع الحب ولا حياة لي بدونه
أما التصوير البنائي للنص
نلاحظ من خلاله مدى الخيال المبتكر لدى شاعرتنا و الاعتماد على صناعة الدهشة من خلال الومضة المبنية على السؤال
حيث تكثيف المشهد برؤية عميقة
مثال
ما لون قلبي حين كنت أناديك؟
و خلق الروح في طبيعة الجماد لتصنع عنصر التشويق مع الجمال
مثال
تنكزني بعكاز ماء
الحوار الخلاق الذي كان انسيابية و تسلسل رائع
بداية من الحوار مع الذات
ثم الحوار مع طيف المعشوق
ثم إعطاء الحوار نكهة اللذة ووهو يستشف ردة الفعل بدون من تحب
ثم الرجوع في الحوار بحلقة دائرية
وهنا تعلن عن عدم رغبتها في الخروج من نار العشق و ذلك بالأسئلة الومضية التي تحمل التضاد
مثال
كيف أبكي و أنت تضحك
وهذه الاخيرة تحسب للشاعرة
حيث أنها أشعلت بتوظيف التضاد في تصاعد موسيقى النص
هذا ما أسعفي به المداد
محبتي مدى الياسمين
بقلمي أحمد اسماعيل سورية
نص الشاعرة المبدعة نسرين المسعودي
كيف تصبو اليك الروح و أنت كفيف ؟
تتحسس الوجع فوق جسدي
تنكزني بعكاز ماء
تلجم صوتي
تطرق أصابعي كالزجاج
أسأل نفسي؟
كلما غدوت دونك
و وجدتني خاوية من فراغي
كيف تراني بعدسات ملونّة؟
و كأس من الشراب خال من اللؤم
أكنت تتراجع حينها عن قتلي ؟
تنصف العشق ؟ و أنجو منك
أم أنه الحظ يا سيدي .....
الحظ الذي يقتل ورد الثلج حين يهطل المطر
و يتلف الملح رحيق التراب
أو ربما ؟
أنا من سجنت ٌ نفسي ....في حبّ بنكهة السمّ
لعقت بقايا العسل غفلتٌ عن الموت في آخر العناق
لا تبتسم ؟
أنا أسأل نفسي
يحقّ للعليل أن يسأل الوجع ؟
ما لون قلبي حين كنت اناديك ؟
ما لون العشق حين كنت تقبلنِي
و تقبض المدى حين تحتضنني ؟
كنت أسكب العالم فوق صدرك
فكيف كنت تروضّ طوفانه ؟
و كيف كنت تراقص الضوء المبتور؟
كيف كانت تسكر الجراح ؟ تثمل و تطرق الجنون
كيف كانت تنزف الروح رويدا
و لا تموت ؟
لا تبتسم ؟
لا تقفل السماعة
كن هنا لأخرّب ما تبقى لي
لأعبث بالأشواق قبل الغناء و النباح
كن هنا
لأهييء الموت في ثبات
و أرتدي فستاني الأحمر كقصيد مذبوح
كيف تصبو إليك الروح
و أنت تمرح ؟
كيف أحتضر
و أنت تلعب ؟
كيف أبكي
و أنت تضحك ؟
قراءة بقلم الشاعر و الناقد أحمد إسماعيل في نص لا تبتسم للشاعرة نسرين المسعودي تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
30 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: