ست و خمسون حاسة بقلم زكريا شيخ أحمد سوريا



ست و خمسون حاسة

ليس لأنه يجعلني سعيدا
و لا لأنه يبتلع همومي
و لا لأنه يصنع لي أجنحة احلق بهم في سماء الخيال
و ابتعد ما استطيع عن الواقع
و لا لأنه يوصلني للثمالة فأشعر بنشوة كاملة
و لكن و لكن لأنه أحيانا
ينبت في قلب كل حاسة من حواسي
خمس حواس
فارى العالم بعيني و جلدي و أذني و لساني و أنفي ،
ألمسه بجلدي و عيني و أذني و لساني و انفي ،
أسمعه بأذني و عيني و جلدي و لساني و انفي ،
اتذوقه بلساني و عيني و جلدي و أذني و أنفي ،
اشمه بأنفي و عيني و جلدي و أذني و لساني
و لأنه و لأنه
ينبت في قلبي خمسة قلوب ،
اشربه ،
اشربه حتى الهذيان ،
أشربه فقط
لأضحك مع من يضحك
و لأبكي مع من يبكي .

لا يشترط أن يكون الضاحك أو الباكي
أبيضا أو اسودا أو أصفر ،
اسيويا أو اوربيا أو  من أي قارة أخرى ،
مسلما أو مسيحيا أو لا دينيا ،
معدما أو فقيرا أو غنيا ،
يكفي ان يكون إنسانا لأزيد ضحكة الضاحك ،
يكفي أن يكون إنسانا لأجعل الباكي يضحك .

رغم حواسي الست و الخمسين
و رغم الستة قلوب التي في صدري ،
افشل دائما في الضحك
و افشل دائما في البكاء
و افشل دائما في الإضحاك كما ينبغي ،

يا الله كم حاسة و كم قلبا أحتاج
كي لا افشل؟
ست و خمسون حاسة بقلم زكريا شيخ أحمد سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.