للنقاش رأي حول ترجمة النص الميتاشعري ..الشاعر و المترجم محمد العرجوني المغرب

للنقاش رأي حول ترجمة النص الميتاشعري  :

ا*+*+*+

 "مع ان النص الشعري المترجم يفقد الكثير من روحيته خضوعاً لحساسية المترجم أو المترجمة ولقاموسه اللغوي في اللغتين ،الأصل والنقل  ،وللخصوصية المتعلقة بكل لغة." 

ا*+*+*+*

حينما نقرأ مثل هذا الرأي، حول ترجمة الشعر، لا يمكن 

أولا إلا أن نتفق معه... فترجمة الشعر... غير ممكنة... بتاتا... لماذا ؟

لكن قبل الإجابة لابد من التذكير أن أي "لسان" حسب ما هو معروف إلى حد الساعة ناتج عن ثقافة معينة، يعطينا "لغتين" خاصتين بالإنسان (لا أتحدث عن لغة النحل أو العصافير أو...) . ومنها استخرج النقاد : لغة النثر بتلاوينه المتعددة، ولغة الشعر بتفردها. هنا توقف النقاد. لكن اللسانيات لم تتوقف هنا، بل قالت هناك : لسان ولغة وكلام. أما اللسان، فيبقى لسانا لكن اللغة تتعدد. لا يمكن أن نقف عند لغة النثر ولغة الشعر فقط. هناك لغة أخرى جعلها النقاد بضيق افقهم تتأرجح وكأنها جمرة بين أيديهم، فتارة يرمون بها إلى الشعر وتارة الى النثر، وتارة، حينما تشتد حرارتها، وتكاد تحرق الأيادي يرمون بها إلى النثر الشعري، أو الشعر النثري، فتراهم كالبهلوانيين، بحركاتهم تلك ما يثير قهقهات المتلقي، بل يثير قهقهات أكثر لدى من يكتب بهذه اللغة الثالثة: إنها لغة الميتاشعر. 

الآن ارجع لقضية الترجمة. صحيح لا يمكن ترجمة الشعر لأن الشعر أولا وأخيرا صناعة تعتمد على قوانين صارمة يصعب إيجاد بديل لها في لغة أخرى.. صناعة تعتمد على وزن معين... وعلى إيقاع معين وعلى قافية معينة... الشعر كما نظر له الخليل بناء على نصوص الشعراء الأولين، يشبه خزفا تراثيا يصعب التعامل معه ترجمةً، مخافة تكسيره... إنه قطعة أثرية وجب الحفاظ عليها ب"فترينة" جميلة لأنها تعبر عن ثقافة متجذرة في الماضي. 

أما الميتاشعر ولأنه يساير العصر..عصر التواصل التكنولوجي فإنه قابل للترجمة... كيف لا وأن الإنسان أصبح يتواصل وبسرعة وتفاهم دقيق فقط بالإيموتيكون... ترجمة النص الميتاشعري ممكنة لأن هذه النص لا تسجنه قوانين خليلية... وروحه من روح العصر...

ا*+*+*+*+

محمد العرجوني



للنقاش رأي حول ترجمة النص الميتاشعري ..الشاعر و المترجم محمد العرجوني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 11 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.