أحيانًا أشتم لا لسبب ..آية سامي / مصر

 أحيانًا أشتم لا لسبب 

ولكن الجسد له امتدادٌ في الأرض 

كلما اتسع وجدتني انتفض

هكذا كان الخلق.


أحيانًا ألعن كل المسافات 

جميع الأشياء 

اغلق الباب بعنف 

كمن سقط شيء منه من فخ السماء 

على رأس 

عاهرة

أسقطت جميع انجازاتي 

وففرتُ مثل حجرٍ يَقفزُ في ماء 

مثل انسحاب الحقيقة في اليوم الأغبر 

الذي تزحلق فيه قلبي 

على يديه 

مثل كرة ثلج على جَبلٍ شاهق 

أو نبيذٍ انسكبَ بالقرب من طفل الحقيقة

مُتْ قبل أن أنطفئ 

مُتْ قبل أن أتضاءل

فالموت ليس اللحظة 

وإنما  يتمثل في تدحرج يديَّ

وسقوط عيني 

مثل غابة مسَّتها نار 

لا شيء يبقى

على حذرٍ 

كُل الأشياء تتمايل مثل رقصة

أأسقط كاملة 

أم أذوبُ جزءًا فجُزءًا  حيةً 

مثل ملحٍ في كوب ماءْ؟!


يحدث أن أبدَّل جلدي بجلد الريح 

ويحدث أن أخذ شكل الرمل في التحور 

ويحدث أن أنام مثل السماء 

ينيرني القلق 

مثل شُهُبٍ. 


في كل الأحوال 

أنا التي أحيا 

وكل مافي مقصوصٌ 

مثل ريشٍ في الهواء 

القلب الهادئ 

والعاصفةُ التي  تتلألئ خلف جفوني.


كل الأشياء 

تاخذ موضعًا منحنيًا

حيثُ لا أنا هنا 

عندما أرغب 

ولا أنا هناك 

عندما أمل 

وأنا هنا وهناك عندما أحب.


الحب 

طائر 

يأكل الحنين بالذكري 

ويطير للمدى

وعندما يجوع 

يأكل قلبك 


أنا مت 

عندما سقطتْ نفسي 

في البئر 

وحييت عندما سقطتُ فيه  بكامل وعيي 


أنا التي فرَّت منها الغربان 

وبحثتُ في كل الوجوه 

عن لون يشبه الحكمة 

فوجدت الأسود يتهيأ لي

بحثتُ عن المعنى الضائع للحياة 

فوجدت الموت يتهيأ لك

مثل صراخ 

مثل فَرَحٍ هَبّ ولم تسعه السماء. 


أمضيتُ اثنين وعشرين سنة 

أتهجى عمري واسمي 

لحظه لحظه 

لعلي أمسك بقلبي 

في أحد الحانات 

يمشي بتكاسل 

أو أمسكه نائمًا 

مثل عيون وقلب طفل 

في ظل اللحظة هذه 

ووجدته  هناك يتسلق سلم الحقيقة 

بواٍد غير ذي زرع 

بقرب الموجة 

وبقرب الشعر !


آية سامي


أحيانًا أشتم لا لسبب ..آية سامي / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 02 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.