أسبوعيات ....محمد عقده / مصر

 أسبوعيات

لبسَ المكانُ ثوبَ الزمن الضيقَ القصيرَ..صارت ساقاه العجفاوان، المُشعرتان عاريتين..فى حارة فى حىٍّ بدمنهور كانت بدايةَ صُراخى،وخروجى للدنيا (بامبينو هزيلٌ مريض)..هزيمةٌ بدينةٌ حطمتْ باب بيتنا البائس؛كى تستطيعَ الدخول..دهستْ طعامَنا،وفِراشَنا..نحتاجُ إلى سماءٍ، نقطفُ منها"ثمارَ الشهداء"..نحتاجُ إلى ربٍ يصبُّ الحسرةَ صبًا؛حتى نرتوى.. بسبب"لغمٍ جوى" رخٌّ فقد أحدَ أجنحته،وإحدى ساقيه..وصلَ إلى نهاية الأفق من جهةٍ واحدة ،اليسار تقريبًا..نمسحُ"مرآةَ الخرابِ"؛كى نُهندمَ أثمالَنا،وخرقَنا..نحن مجازاتُ الحربِ..نحن هوامش العاصفة،رزنامةُ الفِصام..نحن قملٌ فى ياقة الزعيم،وتحت إبطه..أنتِ-يا حبيبتى-تضبطينَ مقاديرَ سحرِكِ..تملأين دورق الشبَقِ بشهدِ فتنتِكِ..مصباحا عربة الحنطور تحت مطرٍ قديم..أسِرَّةٌ تتسكعُ ليلًا خارجَ المشفى..(أسِرَّةُ أصحابِ الحالات الحرجة،والموت السريرى)..سكونٌ مترهلٌ قاسٍ..الحريةُ أندرُ من"الزئبقِ الأحمر"..إحتلالٌ محلىٌّ يمتدُ،ويمتدُ لعشرات السنين..لمَ لمْ تكنْ مؤمنًا-يومًا-يا أبى؟لمَ لمْ تأخذْ المسبحةَ،وتذهبْ إلى البراح، وتقولْ:انتصرنا،وأسقطنا طائراتِ العدو؟ أرسلتُ"طرودَ غوايةٍ"متفجرة لبعض نسوة الحارة الملتهبات..كانت الرقيقةُ تعلقُ على جدارِ دُنيتى صورة النُعاس..كلما مررتُ بجانبَ " الصبّار الضَحوك"،أجلسُ على قبرِ الأميرِ ؛لأستريحَ قليلًا..أرسلَ لكم القدرُ أحمقَ فظًّا؛ليتحكمَ فى حياتكم..له أصابعُ أقدامٍ متوحشةٌ..أطلقُ سراحَ سنواتٍ مرتْ،كانت الجميلة فيها تستطيعُ الطيران..كانت "قطةُ الرغبةِ" تموء..تموء؛كلما غمزتْ الجميلةُ بعينها،ارتدَتْ المعانى"طاقيةَ الحروفِ"،وبدأت تهذي،كان الطريقُ يخرِّفُ؛فصعد إلى الأفق،ثم تلوَّى عائدًا..نحتطبُ المجهولَ فى" غابةِ الخذلان"..عيناكِ ساعى بريدٍ عربيد، يسلِّمُ التيهَ رسائلَ القتلى..عيناك "أرجوحةُ حنينٍ" يجلسُ عليها إبنُ الشتاءِ الكسولِ..كانت الموسيقى فارعةَ النعومةِ،والأغنيةُ تكادُ تسقطُ من الشُرفة..كان الغسَقُ يستندُ على "صنوبرةِ الصهيلِ"..شيخوخةٌ أصابتْ السحاب؛فصار أبيضَ ناصعًا..هل رأيتَ غمازتيها حين هبوبِ نسيمِ الحزنِ؟ سرقَ الصيفُ قميصَ الشتاءِ؛فوجده مبلولًا،فنشرَه على حبل الشمسِ،ثم أعادهُ بلا أزرارٍ..كان الفنانُ يرسم دقاتِ الأبواب بلون أُرجوانىّ،وأتربةَ الصُدفةِ باللون الأخضر،وضحكاتِ الجميلة بشفتيهِ..قُبْلةٌ واحدةٌ وأصِلُ إلى نهايةِ مضمارِ نظراتِكِ..فى الظلامِ ورودُ المِزهريةِ تضيئُ عطرًا..ذات عبيرٍ كان الياسمينُ فى عِروة معطفها،وعلى منضدة أحلامها..استدرجينى أيتها الحسناءُ؛فأنا أعشقُ الخديعةَ المُخضّبةَ بحِنّاءِ الصَخَبِ..للفستان/فستانِكِ زقزقاتٌ،إذا انحسرَ،وتغريدٌ إذا وُضعَ على "مشجبِ الغرام"..صار السحابُ رخامًا/مرمرًا..تندهشُ النارُ من شرودِ الريح..للخيبةِ وقارٌ حين جلوسها على مقعد وساوسِنا.."أغنامُ الوقتِ"تطلقُ ثغاءً كثيفًا،لا ينقطعُ عبر دقاتِ ساعة الحائط(الفيكتورية)

.يتحشرجُ صوتِ النهدين،كلما صرخَتْ الأناملُ..ليس لدىّ مساميرٌ كى أعلِّق شاهدَ قبرِكَ يا صاحبى..سأعَلِّمُ قبرَكَ بسحابةٍ بيضاء،أو ربما بغيمةٍ،أو بطيرٍ سابحٍ فى السماءِ ينوحُ.!



أسبوعيات ....محمد عقده / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 02 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.