من ديوان " في البدء كان العنف الاشعر " السعيد عبد الغني / مصر
ديواني الثامن والخمسون "في البدء كان العنف الاشعر" يتكون من جزئين فصحى وعامية واسكتشات كثيرة وأعمال فنية لي. الإهداء إلى نوريا وميمونة
من الديوان:
أعلم أن الذي يجلس في المقهى بجواري سيقتلني
لو تحدثت بكلي ورغم ذلك أحبه.
أعلم أن الصلبان هي المعماريات الجاهزة في العالم
ورغم ذلك أقترب من الحواريين.
أعلم أن ماورائي عدم
ولكني لازلت أبحث عن جلاد فيه.
أفهم خوف أمي وأقدره
لكني لا أستطيع تعطيل أجنحتي.
أعلم أن دمي مُراق منذ كتبت
لكن النشوة بالمعنى والحرية أولى منه.
أعلم أن حياتي قصيرة
والانتحار فِعلي المقدس.
أعرف أني أدفع ثمن تاريخ كامل
وأن معناي لن يستطع...
**
قلبي لم يستأنس بالرقود في مضجع
ولا بالاعتراف في مذبح
ولا بدن مذبح
قلبي لم يشفه أي دمع ولا مدمع
قلبي ديوان هذا الذي تم هجرته
في مكتبة الشوك والمعنى.
مخروط اللغة والصدف
واليوتوبيا الحزينة
والابكاليبس الملعون.
شجرة في فلاة هذه العقول التي في رأسي
وأسهم الالهه والغريبات.
لكن انتهى عذابه مؤخرا
وتقلص إلى دودة كريهة
تأكل نفسها.
*
عنوة برّأت غيري من ألمي
رغم أنه من دن صليبي
دوّن كفري وشطحي بخوفه.
وسيزال الآخر جعبة جلود على بشرتي
مهما كشطتها تنمو
والتجليد خوف من القعر
والكشط خوف من السجن
لا أستطيع طاعة شيء
ولا الالتزام بالتنفس لمدة طويلة
بدون محاولة لاستدعاء الموت.
*
أتريد ما أعرفه؟
ألمي فقط
أتريد كل ما لا أعرف؟
أي شيء لا يعرفه.
*
كيف أسأل من تألم بالسؤال معي
كيف أطلب منه عونا؟
الإجابة مفهوم ميتافيزقي
والاحتمال كل شيء.
*
كلما مشيت بي وجدت سجنا
أقضي وقتا أخربه ويخربني
ولكني صرت أسأل لم؟
*
التعريفات للمدارس
والنقاد
والمنظرين
والخطاب
والفوضى للشعراء.
*
عقوبة هي التسلل للجحيم خوفا من رداءة الجمال في الجنة
خوفا على المعنى أن يفنى من الألم.
*
لا يوجد مخرب يعترف بذاته
لا يوجد خرابة مؤلهة.
*
أقصى ما حرمني منه العالم هوسي بالحرية بدون إيلام أحد بها.
*
ما يدمره الاكتئاب لا يصلحه أي جمال لكنه يصبح من تكويني. لذلك أنا هيكل باطني وظاهري لشذر متحرك.
*
أنا الذرة التي لازالت تحب والباقي فضلة العالم.
*
تغرق الجهة إن تأملت فيها وتتقعر لنقطة.
*
أشعر درجات المحبة، اختفاء الذاتي منها فهي هكذا تتغلب على أي زمنية.
*
هذه الخالية المليئة بالمعمار
ضربة فرشاة عشوائية
من شباك المعنى.
*
هناك فرق بين الحرمان من السلطة وبين الزهد. الزهد لا يتم إلا طواعية لعدم تكون العالم كشيء.
الديوان متوفر بصيغة PDF

ليست هناك تعليقات: