وطن.......بقلم أكرم صالح الحسين / سوريا
المدينة تحترق
يقولها اللص
يمتطي حقيبته
جواز سفره
شياطين قصوره
يطلق اللعنات
ويمضي ..؟
المدينة تحترق
في محرابه
يشعل البخور
يضم يديه إلى صدره
يغرق في الصلاة
البرد شديد
يشعل كتبه المقدسة
يبتسم بخبث
ويردد التراتيل ..؟
المدينة تحترق
تطفئ شمعتها المتجلدة
عيناها مسمرتان
على القدور الفارغة
تضم طفليها
تنظر إلى صورة بشريط
أسود
تطلق تنهيدة طويلة
وتغرق في الدموع..؟
المدينة تحترق
على ناصية
من الحزن الرتيب
يحمل قهر العالم
يطوي عينيه
يحلم بالشمس
بغابة مليئة بالعصافير
قصائده ملقاة
كحبات القمح
تنتظر المطر القادم
من كانون
يغلق عينيه
يستسلم لموجة
من الشوك
تضرب أجفانه الملتهبة
ويمضي..؟
المدينة تحترق
تقولها مذيعة
محنطة
مبرمجة
تتمنى للجميع سهرة سعيدة
مع ربطة عنق
لرجل يرقص بفجور
معلناً أمام العالم
نجاح كلبه المدلل
في إمتحان الإنسانية..؟
المدينة تحترق
يقولها الشهيد
وهو يطلق آخر طلقة
في الفراغ
فيسقط المطر..؟
يقولها طفل جائع
يضرب معدته الفارغة
يقضم قطعة خبز
مبللة بالدموع
ويراقب الأفق
بحرقة....؟
وطن.......بقلم أكرم صالح الحسين / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: