قراءة للكاتب و الشاعر السوري احمد الحسن في نص وجبةُ حبّ بالخضار واللَّحم العاري للشاعرة رزيقة بو سواليم

 قراءة الدكتور الصديق أحمد الحسن  لنص وجبة حب بالخضار واللحم العاري / ذكرني بها الفيسبوك ، شكرا لأن الجمال وحده يجمعنا ويمسح غبش النوافذ المطلة على عالم رديء.


ما الذي نكتبه في الحب

أو ما الذي لم نكتبه بعد

ونحن نمارس ألعابنا المذكرة القديمة

على ظهر الأرض المحترقة بنا......

هذا ليس تساؤل من تأخذه الحيرة في الكتابة عن الحب ...بل هو تساؤل العارف لما يريد من نصه ....فالكتابة عن الحب لدى الشاعرة رزيقة هي تلك الملاحم التي تكون فعلا يشرح الجسد بالعينين ...والنص الشعري الذي يتناول الحب هو النص الذي يتناول هذا الفعل/العلاقة في بعدها الحسي ... ولم تخف رزيقة ذلك بل عبرت عنه بوضوح شارحة نفورها من ذاك الشعر الذي يتناول المشاعر برومانسية تم استهلاكها بفعل طرقها بحوافر الشعراء ...والتأسيس لشعرية نسوية من نوع الشعرية التي تتناول المسكوت عنه كتابوه لا يجوز تخطي خطوطه الحمر ... فهي تؤسس لشعرية ذاك الجسد الذي يلبسه جسد .... جسد يعضه عطر نصفه الآخر وشريكه في الفعل ....جسد هو ند طبيعي لذاك الجسد .... لكن رزيقه وهي تعبر في نصها عن ايديولوجيتها النسوية التي تحفها مخاطر الانزلاق إلى ما يميز النص الإيروتيكي الشهواني ...تدرك هذه المخاطر فتنأى بنصها عن الإنزلاق هذا ....وبوصلتها هي إدراكها العميق لطبيعة النص الذي تصوغه ...الذي هو نص شعري فتتناول كل ما هو خاص وحميمي بجرأة وبأناقة شعرية على مستوى الصورة الفنية وبناء جملتها اللغوية ....فهي لا تتكلف في لغتها وهذا لا يتسنى لشاعر إن لم يكن متمثلا تمثلا عميقا لما يريد التعبير عنه ......ولعل هذا ما يجعل القارئ حين قراءته لنصها الشعري لا يقع ضحية استحلاب شهواته بل تتملكه الدهشة لاقتناصها هذه الجوانب مما هو غريزي وحسي ولقدرتها الفائقة على تقديمه بأناقة تنقله من الغريزي إلى الجمالي الفني فيغرق في فنية النص وشعريته وينسى كل ماعدا ذلك .

فرزيقة تكاد تكون صوتا شعريا مختلفا من غيره من الأصوات الشعرية النسائية بقدرتها على سحب القارئ من حيث ثقف إلى ثقافة جديدة في تلقي الشعر الذي يتناول الموضوع الأكثر حميمية بالنسبه له بعيدا عن السقوط في المشاعر الرخيصة ...فهي بهذا ولهذا كما قلت تؤسس لشعرية جديدة في موضوع الحب ...

أحييك رزيقة صديقتي المبدعة  وأتمنى لك حضورا دائما.


وجبةُ حبّ بالخضار واللَّحم العاري /


1

أن أشرح جسدي  بعينيك، 

فتلك ملاحم الكتابة  في ذروة التأليف .


2

النَّص أن تلبسني ثوباً 

وعطركَ يعضّ على لحمي 

وفيما تقفز دلافينك إلى تحت إبطي الواسع 

في الوقت الإضافي لأشواط المتعة.


3

ما الذِّي نكتبه في الحبّ

أو ما الذي لم نكتبه بعد 

ونحن نمارس ألعابنا المذكرة القديمة 

على ظهر الأرض المحترق بنا 

ونهدر سلالات العشق وشقائق النعمان ؟

 

4

دمي الموجب ينتقل إلى شرايين 

التراب 

لأسقي لغم حلمك 

أن نصطاد فِراشًا  

يبتلعنا في صخب ألم الأضراس والصداع اليومي 

في محاولات لإعادة  مشاعر  المُواء الأزلي.


5


غمزتي،

مصباحٌ يستيقظ 

في عينيك 

وينطفئ على بشرتي الحساسة 

كلما زاد اللَّيل مقدار التوابل 

كي ننطبخ معا،

ونحضر في الغد حساءً بالخضار واللَّحم العاري .


6


هل لأني فقط امرأة 

أخفي آثار جريمة الكبت على جسدي 

عندما تنغرس أظافر الشهوة  في عنقي 

وتخمش ما بيننا من كلام ؟


7

يسحبني شالك البعيد، 

لماذا تركت ثقوب غيابك تنمو كالعشب الضار 

حول صدري ؟


سبحت إلى أضيق ثقب  زر نسيته 

في قميصك المفتوح 

وأنت تمشي ذاك الليل الوحيد .

ثم ،

إنزلقتُ فيك  

لأتمتع بحريقٍ من شفاهك المالحة.




قراءة للكاتب و الشاعر السوري احمد الحسن في نص وجبةُ حبّ بالخضار واللَّحم العاري للشاعرة رزيقة بو سواليم Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.