سِيرَةُ امْرَأَةٍ...فاطنة شاوتي / المغرب

 الأربعاء 31 /08 /2022


سِيرَةُ امْرَأَةٍ...


لستُ امرأةً طيبةً بِمَا يكْفِي :


أشربُ من الأطباقِ أوِ الصحونِ

تطيرُ /

على دُشٍّ أو صنبورٍ

أصابعِي /

سكاكينُ أوْ شوكاتٌ

تقطعُ الماءَ

أجلسُ في زاويةِ الريحِ

أطلبُ عبرَ الأَنْتَرْنَيْتْ سَنْدَوِيتْشاً /

ثمَّ أفرِكُ بالفرشاةِ

رأسِي :

إنَّ كيْدَهُنَّ عظيمٌ

أبكِي /

 وأتابعُ القراءةَ...


لستُ امرأةً طيبةً بِمَا يكْفِي :


مُتْعبةٌ أنَا

كلمَا انقطعَ الماءُ

لا أُهيِّءُ وجبةً ساخنةً

كلما تذكرتُ وجبةً زوجيةً

ينفجرُ الكتابُ

كلاماً /

وينفجرُ الكلامُ

قهقهةً /

فيطيرُ من الكتابِ الحبُّ

كساحرٍ /

يحولُ المنديلَ حمامةً

أسألُهُ:

لماذَا أنا لستُ الكتابَ

 ولا المنديلَ... ؟


لستُ امرأةً طيبةً بِمَا يكْفِي :


لا أنشرُ الوسائدَ والأغطيةَ

حبلُ الغسيلِ يُفْشِي للسطحِ

أسرارَنَا /

عن ليلةٍ لاتشبهُ إلَّا ليلتَهَا...

أكرهُ الأفكارَ القديمةَ

تُذكِّرُنِي بأمِّي

تصنعُ فطيرةً مُرَّةً لأبِي

تكْوِي مشاعرَهَا

في قمصانِهِ

تشمُّ روائحَ النساءِ

تمسحُ  أحمرَ شفاهِهِنَّ

من فمِهَا

تغضبُ /

فتحرقُ يدَهَا

تنكفِئُ على المكواةِ

تبكيانِ معاً

دونَ أنْ تكنسَ من رأسِهَا

أنها ربةُ البيتِ...


لستُ امرأةً طيبةً بِمَا يكْفِي :


لَا أُحِبُّنِي

عبثاً لستُ أمِّي

أتحوَّلُ رُوبُوتاً في مطبخِ شيخِ القبيلةِ

أحبُّ أنْ أسحبَ من رأسِهِ

العمامةَ والجلبابَ

وحكايةَ الغرابِ و الحمامةِ...

أتقاسمُ معهُ :

العالمَ /

الثروةَ /

والجسدَ /

لا أتقاسمُ إسمَهُ ورأسَهُ...


لستُ امرأةً طيبةً بِمَا يكْفِي :


أُحِبُّنِي

جسداً مستقلاً لأفعلَ ما أريدُ

لا أريدُ ما يفعلُ

أختارُ أنْ أكونَ أوْ لا أكونَ...


لستُ امرأةً طيبةً بِمَا يكْفِي :


لاأحبُّ الأصالةَ والمعاصرةَ

لا الكُسْكُسَ يومَ الجمعةِ

ولا السينمَا يومَ الأحدِ

أحبُّ أنْ يُقشِّرَ دماغَهُ

باالحبِّ والحريةِ

أنْ يشربَ فنجانَهُ شعراً

لاشعيراً معصوراً

أنْ يأكلَ فاكهةَ الموسيقَى

أنْ نرقصَ معاً

على إيقاعِ السَّالْسَا

أوِ التَّانْغُو

أوْ على وَحْدَة ونُصّْ

لا أريدُ أنْ أصيرَ حوريةً

 هناكَ...!

لأنهُ شيدَ لي بيْتَ الطاعةِ

هنَا...!

كمْ يلزمُنِي من جراحةٍ

لشفطِ شبقِهِ... ؟!

وكمْ يلزمُنِي لشفطِ الشيخوخةِ والقلقِ

من جراحةٍ... ؟!


أنا امرأةٌ لستُ طيبةً بِمَا يكْفِي

وهذَا الرجلُ طيبٌ جدًّا...!

فهلْ أنَا امرأةٌ سيئةٌ جدًّا... ؟


فاطمة شاوتي /المغرب



سِيرَةُ امْرَأَةٍ...فاطنة شاوتي / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 31 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.