حطام .....بقلم فوزية اوزدمير سوريا


قديمٌ هو الجوع
هكذا ..  ..
العتمة داخل النافذة
كلّما أنا ، وكلّما انحنيت على صمتي
لأني وكأني ولست
وفي ظلّ هذا ..
تقابلنا هناك كالموتى
ألبسوني ثوباً ..
وأحكموا شدّ الوثاق ،
وأجلسوني على كرسي
الليلة أيضاً
رغبة في ارتكاب معصية
كلّ أحداثها معروفة حدّ الاستفراغ
كم أنا غبية .. ؟
جلست أمامه بوقارِ الملائكة
ولجأت إلى صدرِ طاولته الرحب
برأسٍٍ فارغٍ مثل ومضة في العتمة
في سينما الحلم ..
في هذه الغرفة المظلمة التي نطلق عليها  المخ
ولأكون صادقة ..
نحن حتى لا نفهم أنفسنا
بغية التخلص من جنين الألم
الذي يدور بيني وبيني
أمارس الحبّ مع الموت
باحثة عن زمني الأول الضائع
زمني ليس فراغ ،
فراغ ذو نبرة مزدوجة
منقسمة ، محض اكسسوار
تحت وطأة الغياب
اليوم المقبل بوابة
تطل على قبر مفتوح
ربما قبري أنا .. لا أدري .. أقبري أنا .. ؟
ثمّ جاء رجل في معطفٍ أبيض ..
ليعرض عليّ صوراً
واحدةً تلوّ أخرى وقال :
أخبريني بأول ما يخطر في بالك
الأولى : لطفل حافي القدمين ،
فقلت : " فقر "
الثانية : لامرأة عارية إلا من بعض جلد ،
فقلت : " جوع "
ثمّ طائر ميت ،
فقلت : " سقوط "
ثمّ صورة لك ..
فأغمضت عينيّ
كأنما الحياة اُقتلعت من القلب
وكأنما أصطدم المرء بشيء ما ,,
ثمّ سقطت الكلمة الحجرية
على صدري الذي ما زال ينبض ..
فقلت : " حطام "

حطام .....بقلم فوزية اوزدمير سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 24 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.