قد لا تصل العصافير في موعدها ...هيثم الأمين تونس
أيّها الرّجلُ
الحَجَرُ
العالق في حلق النّهر
أنت لست جبلا
لتخنق النّهر
فتفيض روحه على الضّفتين
و النّهر يشرب الكثير من الماء
و حتما سيبتلعكَ.
أيّها الرّجلُ
المسافرُ
في طول القصيدة
و عرضها
من
وشم على وجهك
كلّ هذه الوجوه التي لا تُشبهكَ
و من
أطفأ الضّوء في عينيكَ
ثمّ أغلقكَ عليكَ
و غادر دون أن يحقنك بمصل نسيان؟!
أيّها الرّجلُ
الشّجرةُ
شذّبْ أصابعكَ
حتّى لا تكون وارف القصائد
فلا سناجب، في الغابة، لتتسلّقكَ
و العصافير تبّنت فكرة الأعشاش الجاهزة
و أطرافكَ،
إن تمدّدتْ بعيدا عنكَ،
ستصير ثقيلة جدا
و ستزيد تعبكَ.
أيّها الرّجلُ
الخارجُ عن النّصْ
الخارج عن الفرحْ
الخارجُ عن المؤلّف و المخرج و عن لعبة الإضاءة
و الخارجُ عنكَ
من علّمكَ
خدعة التّحنيطْ
لتعبر إلى آخركَ
بجثّة واحدة؟!!
هكذا
ثرثرت لي فزاعة القشْ المنسيّة
حين حططتُ على كتفها
كآخر عصفور
وصل
بعد غزو المناجل بكثيرْ.
قد لا تصل العصافير في موعدها ...هيثم الأمين تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
03 مايو
Rating:

ليست هناك تعليقات: