البلاد البعيدة بقلم مصطفى الحناني المغرب

"...وليرحلوا .. 

ويغربوا عن وجهي ..."
هكذا ..
قال كبيرهم في الغلو والعجرفة
تمام 
عقربَيْ ساعة ..
تشير الآن بحنق إليّ
وقلبي يتملّكهُ جنُّكِ
جنونه أبيض دمه ،
لا يفيض
رغم النار المزدهرة في شراييني
تمور الساعات
دقائقًا...
وتكتكات
وهناك ...
تركت صَاحبتي
يقارعون الكأس بأختها
ويدندون أوجاع نخيلاتهم
بنغمة الآه في الوتر
أنا ...
ضباب الكلام في لمسة الكأس
دهشة الرؤية
في رؤى بؤبؤ عين غامزة
رعشة الحب
في حلمة النّهد المتسارع الآه ..
إذ يهتدي في طريقه
لأصابع لهفتي الزائدة
وإليّ الأرق
يغلف رأسي وسادة محشوة بالظنون
الوسادة ...! سهاد ليلٍ ..
صندوق العويل الأسود ..
وهو ..
يخبز ، طعامه من عجين طيني أنا
و يبخل علي بكسرة غفوة واحدة
الضوء ..
خافت يا كل جسدي ...!
وهذه الرأس ،
عمود كهرباء مظلمة الكشف في قلبي
والوقت ...!
عاهرة ،
متشردة تجوب الشوارع كل ليلة
لا ..
تبالي بهوية العابرين
تعبرالجيوب بعيون ميزان دقة الذهب
الوقت هذا العداء الايثيوبي النحيف
بارع ..
في تحطيم أرقام المسافات الطويلة وزرع المتاريس ..
متقاعس ،
في ايصال أصابعي لزر الفصل بين نهديك
وأنتِ
بارعة
في رسم حدودك وتضييقها
كلّما .. لزم الأمر ،
لإخافة قلبك ، قبل شيطان عشقك
أنا المملوك بجنك ودمي الضاج
أحمر
أخضر
أبيض
أسود
كأنّه .. علمُ وطن ،
قُدّر له ،
أن يسكن في أمصار الشعارات الوثنية
أضعناه
في تفاسير الوجع ، والتنابز بالألقاب
وبيانات التنديد ، والتصفيقات العالية...

....

أيتها ،
ا
ل
ب
ل
ا
د
البعيدة ...!
اقتربي ..
تعالي ..
نرقص ، على خاصرة الشرق
لا تهتمي كثيرا ..
للدماء اليابسة في فمي بعد الذبح
فقد ،
رشت أمّي سرتي .. بالملح
قبل ،
أن تقطع القابلة حبلي السري
وتعلق ،
جدّتي ، على جبيني تميمة ...

.....

أحبّك
أيتها ..
ال
بلا
د
الموغلة .. في الشوق
ولا
أهتم كثيرا لصمتك الطويل
صمتك ...!
تيه السّراب في سيمفونية العجاج
وأنا ..!
صوت الرمل في جدران المدى
دائم الدويّ كطلقات الرّصاص ...
الرصاصٌ ...!؟
لا ،
يحترم وقت نوم الصغار ، في الأحضان
والأحضان ...!
مراجيح .. مخضبة بروائح حليب الأثداء ..
سحرٌ ..
الدهشة في ابتسامة
وجوه عائمة في بحيرة
أحلام مسافرة .. كالمراكب ،
بلا أشرعة ...
الأشرعة ..!
قفزة .. الفزع في أجسادهم الخفيفة
كالأغصان ، في الظل ..
والماء ..!
هدهدة الحضن ..
إذْ ،
يبصق ، في صدره .. ويُبسملُ قائلا ... :

"...بَسْم اللَه اعْليكْ ياوْلِدي ، سَمّينا البَسْباسْ تنْعَسْ ، أُو ماتْرى باسْ ...."