بسيط كنملة وحيدة بقلم مصطفى الحناني المغرب


بسيط كنملة وحيدة
تستعطف قشة برسيم يابسة
النملة شعب يقتات أحلامه من فتات الأغنيات
والقشة رغيف مغموس بالعرق والطين
بسيط كاستواء جدتي بعد صلاة كل عصر
تخلع سروالها المبلل بماء الشهوة الناشف
وتهش بمروحتها السعفية
على ذبابتين يضطجعان فوق خدها الأيسر
بسيط كمسبحة جارنا العجوز يناغي بها همومه الموروثة
الهموم بدلة أبي العسكرية في صندوق أمي العتيق
الصندوق أسرار لا يفهمها أحد سواها
بسيط كمطلع أغنية على جبين دف متهالك
في مواسم الحصاد بقرى نسيها الماء
كساعة ثابتة معلقة على جدار الإهمال
الساعة تعب العقارب من عد الوقت منذ زمن الرمل
والوقت ظل يتمدد ويتقلص على جبين طفل يتيم
بسيط كجلباب صوفي مثقوب ورثته عن جدي
جدي الذي نسي إبهامه وخنصره على قشعريرة مدية حادة
" تودة موح " امرأة كانت تسعف حماة " بوكافر "
ولم يسعفها الوطن حتى بتلويحة إشادة
بسيط ك " حادة " جدتي التي كانت مدمنة تبغ
ولم أرها سوى مرتين
جدتي هذه لن أنسى ما قالته لي أول مرة تراني فيها :
" القامة ما تزيد قيمة
ولعقل قد ثومة
ولكبدة خاصها لكحال ... "
----------------------------------------------
" ما تودة".. :
البنت ذات 13 ربيعا ، البنت التي روت ظمأ المقاومين في معركة جبل "بوكافر" توفيت عن عمر يناهز 100 عام سنة 2018 بقرية صغيرة قريبة من مدينة تنغير بالجنوب الشرقي المغربي

" حادة " :
جدتي من أبي رأيتها أول مرة سنة 1992 بالجزائر رحمة الله عليها
بسيط كنملة وحيدة بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 20 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.