وجه أبيض و أسود ...هيثم الأمين / تونس

 وجه أبيض و أسود

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أيّها المنسيّ في صمتكَ

لا تخفْ

إن علّقوا وجهك الأبيض و الأسود

صورةً على جدار

و لا تخفْ

و أنت تركض بينهم

كنهرْ

من صمتك الصّغير إلى صمتك الكبير.

أيّها المنفيّ في صمتكَ

وحدها حكايات الغبار تشاركك قهوتك؛

قهوتك التي ما عادت تنجبُ طالعكَ

فكلّ النبوءات صارخة

و أنت

يزعجك الصّراخ، 

يزعجكَ صوت تقطير صنبور الحمّام،

تزعجك كلّ الأصوات

و يزعجك حتّى صوتك !!

أيّها الغريب في صمتكَ

من دسّك منديلا في جيب لغة لا تجيد التّعبير؟ !

أكُنتَ أنتَ أنتَ

حين تكلّمتْ

أم كنت خدعة صوت لا يميّز بين الصّراخ و الزّفير الأخير؟ !

أيّها الغريب في صمتك،

المنفيّ في صمتك

و المنسيّ في صمتك

كباب يقف وحيدا خارج سور

لا تفتح وجهك الآن

فالعابرون يمرّون كالريّج بجانبيك

ووجهك هلاميّ لا يثير الفضول !

لا تفتح وجهك الآن

فوجهك دبق جدّا

و لا شفتين لك

و حبالك الصّوتيّة سرقها مهرّج لا يجيد إضحاك الجمهور

و لا أحد يرغب أن يعلق في وجه صامت...

مرحبا، أيّها الوجه الأبيض و الأسود المعلّق على جدار

كم كان عمر صوتك حين اغتاله الضّوء؟ !!

كم رصاصة أطلقها الضّوء

على صوتك

ليرديه صامتا؟ !

تزعجك النّافذة المفتوحة و اللّون الأزرق؟ !!

واصل صمتكَ

فكلّ من عبرك 

كان مشغولا جدّا بصوته و لم يسمعكْ !!


وجه أبيض و أسود ...هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 02 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.