القصيدة التي بصقها فم شاعر..يعقوب عزيز / السودان
القصيدة التي بصقها فم شاعر:
______________
القصيدة التي بصقها فم شاعر،تمضي مسنّة
وحمقاء وعابسة الوجه، لا يتحرش بها أحد!
تصحو باكراً لا تغسلُ وجهها، تبتسم في وجه
اليتامي والمرضي، وخوذ الجنود/الجثث
العائدة من ميادين الموت واللائي تحتضنهن
ّ أمهاتهم، تجرجرُ اثمالها البالية وترمي بنفسها
في الشوارع،
يزيغُ اليها بصرُ موظّف كسول يفقد مهنته بعد
أن طرده ربّ العمل بسبب لعابه السّائل علي
ياقة قميصه، ليبكي مع أبنائه مساءاً أمام
رغيف الخبز.
القصيدة التي بصقها فم شاعر تمرّ امام
مركبة الاحتياجات الخّاصة وتومئ بأصبعها
للعشّاق
خلف كراسي الحدائق العمومية وهراوات
رجال الشّرطة؛ تسمو عالياً لتعانق نخلة وحيدة
تنتصب فوق فلاةٍ بور بعد أن التهمت نيران
الحرب أسرتها الكبيرة عدا امّها التي عاث بها
فساداً منشار الحطّاب ليطعم أطفاله.
القصيدة التي بصقها فم شاعر هي مواطن
عربي سرقو بساط الوطن من تحت قدميه
وتركوه هائماً يأكل تجاعيد الأيام من ناصية
وجهه ويبكي، يبكي ويسبّ ويلعن يلعن من؟
يلعن نفسه القطط، حاويات القمامة السّاسة ،
ربطات العُنق وقوارب النجاة في عرض
المتوسّط التي تقيّأت مرار اصدقائه من
امعائها المُتخمة.
القصيدة التي بصقها فم شاعر فصل اخير من
رواية ملحمية لا يموت بطلها وتظل المدينة
فيها
حمراء عارية بنسوة وصخب، وليل، واخريات
في عباءات سوداء يمارسن الشّبق سرا قُرب
أضرحة أحبّة الله.
ليست هناك تعليقات: