صدور رواية زولام مع مقتطف منها للروائي و الشاعر العراقي وحيد أبو الجول

 صدرت عن مؤسسة ابجد للترجمة والنشر والتوزيع رواية " زولام " شكري وتقديري لصديقي النبيل أستاذ حسين نهابة .


مقطع من رواية زولام .

مات الحلاق في الوقت الذي رأت فيه زوجته أحلامه تحلق فوق رأسه, مات وهو ساكن على فراشه مثلما تسكن حصاة كبيرة في قاع بئر, للأسف مات ولم يحقق حلماً واحداً من تلك الأحلام الصغيرة. ربما ذهبت روحه لكي تلاحق الدخان في عوالم أخرى أو أبتلعها الفم الذي نزل من السماء السوداء. لم يربط أحد ممن يعيشون في الزقاق الضيق والأزقة الأخرى موت الحلاق بسقوط جدار البيت المهجور باِستثناء زوجته كونها رأت الفم والسماء السوداء وسمعت من زوجها قصته الغريبة مع الجن الذي تصارع معه قبل أن يتحول إلى دخان. لم يصدق يوسف خبر موت عزيز الحلاق وظنه مزحة من مزحات يحيى عندما اِستقبله بالخبر عند مدخل المحلة في وقت المساء قبل أن يقف ربع ساعة أمام البيت المهجور الذي أصبحت أبواب غرفه الصغيرة تُرى جيداً في وقت لم تغرب الشمس فيه بعد, وصلت أنف يوسف رائحة عفنة خرجت من وراء أحد الأبواب. فكر يوسف في تخطي الحطام والوصول إلى مصدر الرائحة لكنه تردد في بادئ الأمر, بقي متردداً لوقت قصير ملأه بعدد من الإحتمالات قبل أن يعبر الحطام بخطوات ثقيلة وفي ذهنه طفلة مستلقية على أرضية غرفة معتمة وعيناها صوب السقف وبالقرب من رأسها دمية متهرئة صغيرة مصنوعة من القماش والقطن. سمع صوت نباح نعناع داخل رأسه وهسيساً تلاه مباشرة وقع أقدام تنزل من العلية, توقف, تلفت يميناً ويساراً ثم تقدم خطوتين, صاح به رجل من وراء ظهره: 

ــ وين رايح؟؟؟ . 

توقف يوسف في مكانه  ثم أدار رأسه إلى من صاح به, كان جاره جميل. 

ــ صار عندي فضول أدخل الغرف. قال يوسف لجاره بنبرة هادئة. 

ــ يموعد البيت مسكون متخاف!!!. قال جميل وعلى ملامح وجهه بان الحذر والخوف معاً. 

ــ ماكو شي غير الظلام. 

تمايل جسد جميل قليلاً ثم قال بحذر أشد من حذره الأول. 

ــ وشعرفك شنو جوهَ الظلام!!. 

قلب يوسف وجهي الظلام الذي حذره منه جميل داخل رأسه. 

ــ عندك حق شعرفني شنو بنص الظلام. 

رجع يوسف إلى حيث كان واقفاً بينما فضوله بمعرفة مصدر الرائحة التي وصلت أنفه بقي قائماً. ودع يوسف جاره بنظرة حزينة ثم دخل بيته وفي رأسه يدور كل ما سمعه من عزيز الحلاق فيما يخص الجن الذي يسكن البيت المهجور وقصة الرجل الذي ذبح زوجته واِبنته الصغيرة. جلس يوسف على كرسي قبالة الوجوه العشرين التي رسمها مؤخراً(ينقص اللوحة وجهان أو ثلاثة) قال لنفسه وهو يمد رأسه إلى الأمام ( نعم وجهان أو ثلاثة) قال أيضاَ بعد دقيقة من التفكير بصوت رخيم وعالٍ خرج من فمه بأسلوب البطل المسرحي ( ثلاثة .. ثلاثة وجوه) ثم ضحك ضحكة ساخرة وقصيرة (إنكم محظوظون لأن هذه الحياة التي أعيشها الآن لا تعنيكم .. أينما تكونون أنتم محظوظون) قال هذا بنفس الإسلوب وعيناه تنظران إلى الوجوه العشرين المرسومة داخل اللوحة ( ثلاثة وجوه ما ينقص هذه اللوحة لتكون كاملة) قال بصوت خافت أقرب للهمس ثم أغمض عينيه فاتحاً باب مخيلته يفتش عما ينقص اللوحة. كان وجهه (وجه يوسف) أول وجه غزى مخيلته ثم وجه لرجل لا يعرفه أو قد يكون يعرفه ولكنه ضاع في النسيان ومن ثم وجه عزيز الحلاق. فتح عينيه بعدما سمع هسيساً, هو ذات الهسيس الذي سمعه عندما كان داخل البيت المهجور. ركز داخل هدوئه لمعرفة فحوى هذا الهسيس لكنه لم يقدر على فك تلك الشيفرة الغريبة التي أحاطت به (ماذا يريد مني؟) قال لنفسه بصوت مسموع وحائر( لعله جاء من مكان بعيد أو قد يكون صوتاً تائهاً بين أزقة هذه الحياة) نزل داخل الكرسي بعدما شعر بالخدر يدب في عروق جسده (إنه صوت تائه) قال أيضاً لنفسه بنبرة شبه مكتومة وهو يتخيل نفسه جالساً داخل صندوق فولاذي مظلم لا يدخل إليه صوت أو يخرج منه إلى الحياة المحيطة به .


منافذ النشر والتوزيع والبيع: 

١ . مقر المؤسسة - محافظة بابل – الحلة - شارع أربعين – عمارة الخطوط الجوية العراقية – الطابق الاول

٢ . دار أڤتوريا – محافظة بغداد – شارع المتنبي – عمارة الميالي 

٣ .  مكتبة أدهم عادل – محافظة بغداد – شارع المتنبي 

٤ . دار أمارجي – محافظة بغداد – شارع المتنبي – عمارة الميالي

٥ . مكتبة ودار الهجان – محافظة البصرة – شارع الجزائر – مول شنشل – ط ٢


٦ . مكتبة حسام الدين – محافظة نينوى – الموصل - المجموعة الثقافية - مقابل رصيف الكتب - قرب مجمع الجزيرة التجاري - ط٢

٧ . مكتبة ومقهى قبهان التراثي – محافظة دهوك – نوهدرا فرع المكاتب.

٨ .  مكتبة نصر الله – محافظة كربلاء - حي الحسين الفرع المجاور منتزه ابو ياسر الشكرجي الترفيهي.

٩ . مكتبة العلا – محافظة بغداد - زيونة - شارع الربيعي - مول دريم ستي 

١٠ . مكتبة العلا – محافظة بغداد – الاعظمية - شارع الضباط - بجانب مقهى رضا علوان 

١١ .مكتبة العلا – محافظة بغداد – الكرادة – ساحة عقبة بن نافع – داخل المحطة.

١٢ . مكتبة العلا – محافظة بابل – الحلة – باب الحسين - BDC مول.








صدور رواية زولام مع مقتطف منها للروائي و الشاعر العراقي وحيد أبو الجول Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 26 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.