قبل غياب ....صدام الزيدي / اليمن

 لن ينقضي أسبوع أول من يوليو تموز القادم

إلا بضربة ملاك

تهتز لها الأرجاء

فإن كنت ما زلت حيًا، يومها

سأحتفل بولادتي

وإن كنت قد متُّ

فهذا بيان لمن نزفته الطريق

إلى

أغوراه المعتمة:

رأيت السماء بوابات ووجوهًا

تتأملني في صمت

وصار يومي طويلًا

لا ينتهي

وكان لي في كل كلمة أو عبارة

أو رؤية أو نشيد: نصيب أسدٍ في

غابة ضواري

وكنت أجمع الحيرة التي 

تضاعفت

لأبني منها برجًا أسميته

"برج الجهل الكثيف"

يرتجي صاحبه وجه "ربّ الكثيبِ"

ومضيت لا ليلي معي

ولا نهاري....

انتهيت إلى حيرةٍ أكبر:

سمعت جوارحي تسبِّحُ

دون أمرٍ منّي

وقد نالني شحوب من يهيم

على وجهه

في

صحراء

لا صبح يأتيه ولا ماء وقوت...

مكثت عامًا إلا قليل

لعل عبء الجبال يرشدني

إلى غاية

ولعل بصيرة القلب تفتح

لي

ما أغلقته نوايا النفس الجامحة

ولعل كثبان النور المتقلبة في

سماء الحق

تهمس لي ولو بكلمة....


لن ينقضي هذا الأسبوع

إلا وقد نفدت ذخيرتي

من الارتقارب

وتموّجت حنجرتي من هول ما 

يعتريني

من عذاب وجنة...


لن أبارح هذا الصمت

فهو صلاتي

ولن أترك هذا الليل

ففيه سرّ إخفاقاتي المتصرمة

في

جعبة الغروب


ولن أكتب شيئًا وأذني مفتوحة

للريح

سأنام باكرًا وسأصحو

لأنام مجددًا

سأبدد نار الحيرة

بأن أسلِّم جسدي للفراش

وطاحونة رأسي لعليائها

وما لم أكتبه، للمنفى

ويقينًا، سأنتظر عزرائيل 

أو من ينوب عنه

فإما تغرب هذي الروح فلا تفيق

وإما آخر شهقةٍ في مودم

النت

تتكفل بالأمر 

لأربعة أيام قادمة.


هذا آخر ما أكتبه قبل

الغياب

وأول ما أنثره على امتداد

القمر

وأنا نائم بما تحمله الكلمة

من

معنى


لن ينقضي أسبوع أول

إلا بضربة نور 

تفصل الروح عن الجسد

أو تحفر نفقًا في الروح

لتعيد تركيب الفتى

من

الصفر

فيما الأربعون تغازله

والستون تتابع المشهد بحيرة


وما لله فهو لله

وما لفيسبوك، ف2% منه

للوهم

والبقية مصاعد إلى غيابة

الجب

في 

قلب 

الزُّهرة....


////

نشر في فيسبوك

17 فبراير 2022


#صدام_الزيدي


قبل غياب ....صدام الزيدي / اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.