رشوة ضائعة بقلم حسن الخندوقي المغرب

على أية حال
انتظرني هذه الليلة أيضا
قرب فراشي البارد
و سوف ترى
كيف أنتقم منك
أيها الحزن .
لقد رشوتُ القدر
و اشتريتُ شفرة حلاقة
سوف أحلق لحيتك و شاربك
و رأسك و حاجبيك
حتى تصير مُسخا
و تخجل أن تريني وجهك .

كان ذلك ليلة أمس .

فلما آويتُ إلى فراشي
وجدته قد تنكر
في صورة غادة فاتنة
قد خرجت للتو من الحمام
خجلت أنا من تشويه ملامحها
رميت الشفرة
و ضاع مبلغ الرشوة
ثم اعتنقتها
و نمنا ندفيء الفراش
بعطرها و أنيني .

أقسى الأحزان
تلك التي تتنكر طفلة
فاتنة
من صُلبك
تتعطر في كل ليلة
بكل ما أوتيت من شغف لك
كي تنام قرير العين
فتنام هي باكية العين
هناك
و أنت هنا دامي القلب .

ما أحزننا ، يا غادتي الفاتنة
و ما أثلج فراشينا
أنا هنا
و أنت هناك !!!

أما من سبيل
لرشوة هذا القدر ؟؟؟